نام کتاب : تاريخ النقد الأدبي عند العرب نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 81
واحد معاً ينظر إلى صلات مشتركة كثيرة. ٍ ولكن سائر التقسيمات مبهمة لا نستهدي فيها إلى أسس واضحة أو متينة. ويبدو التصنيف الرباعي قائماً على نوع من التحكم في العدد. بل ان ابن سلام يصرح بلك حين يحدثنا انه وضع أوس بن حجر في الطبقة الثانية مع انه يستحق أن يكون في الأولى غير أن اقتصاره على أربعة في كل طبقة هو الذي اضطره إلى ذلك [1] .
وهناك مبدأ اعتمده الأصمعي من قبل فجعله ابن سلام أحد الأسس في التدريج الطبقي، فقد كان الأصمعي يرى أن الفحول لا تتحقق بقصيدة أو عدد قليل من القصائد، ولابد من اعتبار " الكم " في إلحاق الشاعر بالفحول، وهذا مبدأ اعتمده ابن سلام حين تحدث الطبقة السابعة من فحول الجاهلية فقال: " أربعة رهط محكمون مقلون وفي أشعارهم قلة فذاك الذي أخرهم " [2] ، وإذا سأل ابن سلام كيف تقدم طرفة وعبيد ابن الأبرص ولم يصح لهما إلا عشر قصائد قال: " وإن لم يكن لهما غيرهن فليس موضعهما حيث وضعا من الشهرة والتقدمة " ولكن يفترض ابن سلام هنا أن شهرتهما وتقدمهما يوجبان أن يكون لهما شعر كثير إلا أن أكثره ضاع، وضياعه لا يحرمهما التقديم.
وبقي من مقاييس الأصمعي مقياس " اللين "، وقد كان هذا المقياس حاضراً في ذهن ابن سلام غير أنه لم يقرنه بالخير، بل أنه تحدث عن تعهر الشعراء دون ان نحس أنه يربط هذا التعهر بقوة الشعر أو ضعفه، ولكنه اتخذ " اللين " أداة للتوقف في أخذ الشعر والاسترابة فيه، ذلك شانه عندما تحدث عن شعراء قريش فقال: " واشعار قريش أشعار فيها لين فتشكل بعض الأشكال " [3] ، وبدلاً من أن يقول في شعر حسان ما قاله الأصمعي [1] انظر الطبقات: 81. [2] الطبقات: 134. [3] الطبقات: 204.
نام کتاب : تاريخ النقد الأدبي عند العرب نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 81