نام کتاب : تاريخ النقد الأدبي عند العرب نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 77
مرذول في شعر امرئ القيس حتى تحتاج إلى اختياره " [1] ؟ وهذا الغضب من ابن المنجم قد يكون له ما يسوغه لو أن كل اختيار فإنما يتم بالمفاضلة بين المقبول والمرذول، غير أن الاختيار يكون بين أشعار متفاوتة في درجات الجودة نفسها أيضا، وإذ أدرك ابن المنجم ذلك، كف عن اعتراضه [2] .
3 - إعادة صياغة النظريات القديمة:
قد رأينا كيف أن جهد العلماء والرواة وقف أحياناً عند حدود البيت المفرد، أو تعداه إلى استبانة صفة عامة في طبيعة الشعر كاللين أو الفحولة، وما من ريب في أن تلك الأحكام كانت قاصرة عن ان تفي بحاجة النقد، فهي لا تستطيع أن تفسر القصيدة ولا تستطيع أن تمايز بين المستويات المختلفة في ضروب الفنون الشعرية من غزل ومدح وهجاء؟ الخ، وهي إلى ذلك كله تغفل جوانب كثيرة في الشعر يمكن للنقد أن يقف عندها وقفات طويلة. غير أن بعض نقاد القرن الثالث كانوا مخلصين للموروث الذي تلقوه عن أساتذتهم، وكانوا يرون أن الحل للمشكلات الأدبية هو تطوير النظريات التي لقنوها عن أولئك الأساتذة وإعادة صياغتها بحيث ينفتح صدرها للشمول جميع أنواع الاعتراضات الحادثة أو شمول أكثرها، متجاوزين بذلك تزمت ابن الأعرابي وإضرابه، لكن دون ان يبارحوا دائرة الشعر القديم، وفي طبيعة هؤلاء النقاد محمد بن سلام الجمحي وأبو العباس ثعلب. [1] الموشح: 43. [2] انظر الفصل الخاص بابن سناء الملك حيث يعرض عن اختيار شعر ابن الرومي، لسبب آخر غير الذي أثاره ابن المنجم.
نام کتاب : تاريخ النقد الأدبي عند العرب نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 77