نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 76
[2]- المعيشة
لم يكن العرب يعيشون في الجاهلية معيشة واحدة؛ فقد عرفت الزراعة في الجنوب والشرق وواحات الحجاز مثل يثرب وخيبر والطائف ووادي القُرى. وعاش أهل مكة على التجارة؛ إذ كانوا يحملون عروضها وسلعها بين حوضي المحيط الهندي والبحر الأبيض. وكانت قوافلهم تجوب الصحراء شمالًا وجنوبًا في طرق معلومة، كما كانت تجوبها شرقًا في طريقين معروفين: طريق إلى الخليج الفارسي من شرقي مكة وكان يمر بمدينة الرياض الحالية، وطريق ثان كانوا يذهبون فيه شمالًا إلى خيبر، ثم يخترقون الصحراء في وادي الرمة، ويظن أنه كان مجرى نهر في عصور ما قبل التاريخ، ومنه يهبطون إلى الحيرة. وكان يصحبهم في هذه القوافل أدلاء يحمونهم الضلال في مجال الصحراء [1]، ومن أشهرهم فرات بن حيان، كما كان يصحبهم خفراء يحمون قوافلهم من ذؤبان البادية وقراصنتها أو صعاليكها الذين تعودوا النهب والسلب[2]، وقد يبلغون ثلاثمائة عدا، ومن أهم القبائل التي كانوا يخشون ذؤبانها قبيلتا هذيل وفهم. وكانوا ينقلون من الجنوب: من اليمن وحوض المحيط الهندي وإفريقية والصمغ والعاج، كما كانوا ينقلون من الطائف الزبيب ومن مناجم بني سليم الذهب؛ كل ذلك كانوا ينقلونه إلى حوض البحر الأبيض ويعودون محملين بالأسلحة والقمح والزيوت والخمر والثياب القطنية والكتانية والحريرية[3].
فمكة في الجاهلية كانت مدينة تجارية عظيمة، وكان بها الكعبة أكبر معابد العرب حينئذ؛ فكانوا يحجون إلى أصنامهم وأوثانهم فيها، وتقيم لهم قريش الأعياد والأسواق كسوق عكاظ[4]، وكانت أكبر أسواقهم، وكانوا يقيمونها في نجد. [1] المغازي للواقدي "طبع كلكتا" ص 36، 196، والمحبر ص 189. [2] المحبر ص264. [3] انظر مكة في دائرة المعارف الإسلامية. [4] راجع في تحقيق عكاظ رسالة بعنوان موقع عكاظ لعبد الوهاب عزام "طبع دار المعارف".
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 76