responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 58
شعورًا ضئيلًا، لأن أصحاب هذه الإمارات لم ينفذوا فعلًا إلى فكرة الأمة العربية أو الجنس العربي بحيث يجمعون العرب تحت لواء واحد؛ إنما كل ما هناك اتحاد قبلي، له رئيس.
ومن الاتحادات التي كانت تجمعهم اتحادات الأحلاف، ويظن أن هذه الاتحادات لعبت دورًا كبيرًا في تكوين القبائل؛ إذ كانت تنضم العشائر الضعيفة إلى العشائر القوية الكبيرة لتحميها وترد العدوان عنها، يقول البكري: "فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعاش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضًا على البلاد والمعاش واستضعاف القوي الضعيف؛ انضم اللذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم"[1] ومن القبائل التي تمثل ذلك خير تمثيل قبيلة تنوخ في العراق؛ فقد انضم إليها وتلاشى فيها كثير من القبائل والعشائر العراقية2
وبمجرد أن تدخل القبيلة في حِلْف يصبح لها على أحلافها كل الحقوق؛ فهم ينصرونها على أعدائها ويردون كيدهم عنها في نحورهم. وقد تنفصل بعض قبائل الحلف لتنضم إلى حلف آخر يحقق مصالحها، ومن ثم كنا نجد دائمًا أحلافًا تضعف وتحل محلها أحلاف أخرى. وقبائل قليلة لم تدخل في أحلاف؛ ولذلك سميت باسم جمرات العرب، لما كان فيها من شجعان يكفونها في الحروب، على أن هذا كثيرًا ما كان يؤول بها إلى تنهك في المعارك، أما القبائل المتحالفة؛ فكانت تهاب لخشونة مسها. وأصل الحلف والتحالف من كلمة الحَلِف بمعنى اليمين الذي كانوا يقسمونه في عهودهم، وكانوا يغمسون أيديهم في أثناء عقد أحلافهم في طيب أو في دم، وكانوا يقولون[3]: الدم الدم والهدم الهدم، لا يزيد العهد طلوع الشمس إلا شدًّا وطول الليالي إلا مدًّا، ما بل بحر صوفة. وأقام رضوى في مكانه، إن كان جبلهم رضوى وإلا ذكروا ما يجاورهم من جبال. وربما أوقدوا النار عند تحالفهم، ودعوا الله على من ينكث العهد بالحرمان من منافعها، ويقال إن قبائل مرة بن

[1] معجم ما استعجم للبكري "طبعة السقا" 1/ 53.
2 انظر مادة تنوخ في دائرة المعارف الإسلامية.
[3] انظر الحيوان للجاحظ 4/ 3.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست