responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 57
وقيس عيلان في نجد، وأهم قبائلها هوازن، وسليم، وعامر وعشائرها كلاب وعقيل وقُشَيْر ومزينة وبنو سعد، وغطفان وفرعاها الكبيران: عبس وذُبيان. وفي المفضليات قصيدة طريفة للأخنس بن شهاب يحصى فيها منازل كثير من هذه القبائل[1].
وهذه الأنساب التي قدمناها كان يؤمن بها العرب إيمانًا شديدًا، وظلوا على هذه الإيمان في الإسلام؛ فتكتلوا على أساسها في مجموعتين كبيرتين: مجموعة قحطانية يمنية، ومجموعة مضرية عدنانية، وكان التنافس شديدًا بين الطرفين، وكثيرًا ما جر إلى منازعات في الكوفة والبصرة، كما جر إلى حروب في الجيوش المقاتلة في أقصى الشرق بخراسان وفي أقصى الغرب بالأندلس؛ فكانت تتجمع عشائر كل فريق حين تصطدم مصلحة عشيرة يمنية بمصلحة عشيرة مضرية، وسرعان ما تنشب بين الفريقين معارك دامية.
ومن المؤكد أن عرب الجاهلية كانوا يتمسكون بهذه الأنساب التي أجملناها وعنهم ورثها أبناؤهم في الإسلام، وهي تؤلف علمًا واسعًا عند العرب هو علم الأنساب، وكأنهم رأوا في النسب ما نراه نحن الآن في الوطن؛ فكل قبيلة تؤمن بنسبها وتعتز به وبأنها تعود إلى أصل واحد؛ فهي من دم واحد ولحم واحد، ومن أجل ذلك عبروا عن القرابة باللُّحمة كما عبروا عن عشائرهم وفروعهم بالبطن والفخذ.
وهذه القبائل جميعها المتبدية منها والمستقرة في مدن كمكة والحيرة كانت تتحد في نظمها السياسية، وهي نظم قبلية، تقوم على أساس القبلية واشتراك أبنائها في أصل واحد وموطن واحد، وهو موطن متنقل مع المراعي، وكذلك اشتراكها في تقاليد وعُرف تتمسك بهما تمسكًا شديدًا. وكان الرباط الذي يوثق الصلة بين أفراد القبيلة هو العصبية، وهي عصبية قبلية، ليس فيها شعور واضح بالجنس العربي العام، وحقًّا تكونت عندهم إمارات في الشمال؛ ولكنها ظلت تقوم على أساس العصبية القبلية، وإن بدا في تضاعيفها شعور ضئيل بالوحدة؛ لا بين القبائل الشمالية فحسب؛ بل بينها وبين القبائل الجنوبية؛ فقد كان أمراء هذه الولايات من العرب الجنوبيين كما يقول رواة الأخبار والنسابون؛ وإنما تقول

[1] المفضليات، القصيدة رقم 41.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست