responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 430
[2]- تعليق:
واضح أن الصورة السابقة للأدب الجاهلي إنما تعني بإبراز خطوطه الأساسية، ومن المحقق أن هناك خطوطًا صغرى لا يبرزها البحث؛ فنحن مثلًا إنما تحدثنا عن الشعراء المجلين، وتركنا كثيرين لم نكد نلم بهم إلا بعض اقتباسات من أشعارهم نثرناها نثرًا في بعض الفصول؛ وإنما تركنا تفصيل الحديث عنهم، إما لأن ما وصلنا من أشعارهم قليل لا يسوِّي صورة أدبية تامة لهم، وإما لأن الانتحال باد في كثير مما يضاف إليهم من أشعار وأخبار. ولنقف قليلًا عند أصحاب المعلقات الذين لم نفردهم بالدرس، وهم: عمرو بن كثلوم، والحارث بن حلزة، وعبيد بن الأبرص، وطرفة، وعنترة، ولبيد، فأما عمرو والحارث؛ فإنهما مقلان، وقد تشكك ابن سلام في شعر عبيد بن الأبرص، ولم يصحح له سوى المعلقة، وقال: إن شعره مضطرب ذاهب[1]. أما طرفة فيقول ابن سلام: إنه أشعر الناس واحدة[2]، وهي قوله:
لخَوْلةَ أطلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ ... وقفتُ بها أبكي وأبْكي إلى الغَد3
وفيها أبدع في وصف ناقته؛ إذ لم يترك فيها صغيرة ولا كبيرة إلا رسمها، وكأنه يريد أن ينحت لها تمثالًا، لا يغادر ذاكرة الجاهليين. والتصوير والحكمة جميعًا يتداخلان في شعره، وهو من هذه الناحية يشبه النابغة وزهيرًا، على أنهما يتقدمانه ويفضلانه. وأيضًا فإنه مقل والأسطورة تجري في أخباره؛ ولذلك كله لم نفرده بالبحث. وأما عنترة فقد تحدثنا عنه في تضاعيف كلامنا عن الفرسان، ولبيد مع أنه لحق الجاهلية عاش طويلًا في الإسلام، فأولى أن يدرس في المخضرمين.
وقل ذلك نفسه فيمن تركناهم من شعراء الجاهلية غير أصحاب المعلقات؛ فقد تركنا أوس بن حجر لأن فنه يندمج في فن تلميذه زهير، ولأن الرواة خلطوا بين

[1] ابن سلام: ص116.
[2] ابن سلام: ص115.
3 الرواية المشهورة للشطر الثاني في البيت: "تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد".
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست