responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 271
تَدعو قُعَينًا وَقَد عَضَّ الحَديدُ بِها ... عَضَّ الثِقافِ عَلى صُمِّ الأَنابيبِ1
ولم يجد النابغة بدًّا من أن يسعى إلى الغساسنة وأن يمدحهم، حتى يكفوا عن قومه ويردوا الحرية إلى من سبوه منهم، فنزل بعمرو بن الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر بن جبلة، ومدحه مدحًا رائعًا كما مدح أخاه النعمان. وأكبرا سفارته لديهما؛ فعفوا عمن أسراه، وكان جزاؤهما من النابغة مديحه الرائع لهما، وظل عندهما يبالغان في إكرامه ويبالغ في مديحهما؛ محاولًا بكل ما استطاع أن لا يعودا إلى حرب قومه أو حرب أحلافهم. وقد مر بنا أن عشيرته يربوع كانت تنزل أحيانًا في بني ضنة العذريين وعشائرها مثل بني حُنّ، فتوسع لهم في ديارها ومراعيها، وحدثت النعمان نفسه بغزوهم؛ فتعرض له النابغة يخوفه منعتهم ومنعة ديارهم، ولما رأى منه إصرارًا شديدًا أرسل إلى عشيرته يدعوها أن تعين بني حن، فأعانتها ومنيت جيوش الغساسنة بالهزيمة، وفي ذلك يقول:
لَقَد قُلتُ لِلنُعمانِ يَومَ لَقيتُهُ ... يُريدُ بَني حُنّ بِبُرقَةِ صادِرِ2
تَجَنَّب بَني حُنٍّ فَإِنَّ لِقائَهُم ... كَريهٌ وَإِن لَم تَلقَ إِلّا بِصابِرِ3
عِظامُ اللُهى أَولادُ عُذرَةَ إِنَّهُم ... لَهاميمُ يَستَلهونَها بِالحَناجِرِ4
وَهُم مَنَعوا وادي القُرى مِن عَدوِّهِم ... بِجَمعٍ مُبيرٍ لِعَدوِّ المُكاثِرِ[5].
وعلى هذا النحو كانت سفارته لدى الغساسنة ذات فوائد جليلة لقومه وأحلافهم، وما زال يرعى مصالحهم عندهم حتى توفر عمرو ثم أخوه النعمان، فرأى أن يعود إلى النعمان بن المنذر، وكان قد غضب عليه غضبًا شديدًا؛ إذ كان يتخذه داعية له في قومه، وكان يرى في نزوله بالغساسنة ما يدفع ذبيان إلى أن تخرج على ولائها له؛ فهذا شاعرها، وشريفها النابغة يلج في مديح خصومه. وكأنه يعلن بذلك ولاءه وولاءها لهم.

1 قعين: عشيرة من أسد. الثقاف: خشبة تقوم بها الرماح. الأنابيب: كعوب الرماح.
2 برقة صادر: موضع.
3 صابر: شجاع في الحرب.
4 اللهى هنا: المال. لهاميم: جمع لهموم وهو الضخم العظيم. يستهلونها: يبتلعونها، يصفهم بعظم الحلوق وكثرة الأكل وضخم الأجسام.
[5] مبير: مهلك.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست