responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 23
وعاشوا حياة مشتركة اكتسبوا خلالها هذا التشابه في لغاتهم.
ودفعهم جَدب الجزيرة وخصب ما حولها من العراق والشام واليمن إلى الهجرة في موجات يتلو بعضها بعضًا في فترات متباعدة وكأنما كانت الجزيرة تشبه خزانًا كبيرًا يفيض على ما حوله في الحين بعد الحين. وأول موجة فاضت من هذا الخزان موجة الأكديين" البابليين والأشوريين" خرجت من الجزيرة إلى العراق في أواخر الألف الرابع ق. م وأوائل الثالث؛ فوجدت هناك السومريين وقد عاشوا مدة تحت حكمهم، تأثروا فيها بلغتهم ودينهم وعاداتهم وكل ما سبقوهم إليه في الحضارة والعمران. ولا نمضي طويلًا في النصف الثاني من الألف الثالث ق. م حتى نجدهم يقيمون مملكة لهم يتخذون حاضرتها مدينة أكد كان أهم ملوكها سرجون الأول "في حدود 2350 ق. م" الذي مد فتوحه حتى وسعت دولته العراق والجزيرة والشام؛ فكانت تلك أول دولة سامية عُرفت في الشرق الأوسط. ولم تلبث أن انهارت؛ فقامت على أنقاضها دويلات مستقلة، وتقدمت دولة بابل في أوائل الألف الثاني ق. م؛ فأعادت الأمور إلى نصابها، ومن أشهر ملوكها حمورابي الذي تولى الملك في القرن الثامن عشر ق. م وكان سياسيًّا ومشرعًا عظيمًا، واشتهر بين المؤرخين بمسلته التي سجل عليها في ثلاثمائة سطر شريعته، وهي تصور تصويرًا دقيقًا القانون البابلي القديم. وامتازت هذه الدولة بشخصية سامية حية؛ فقد ازدهر القانون في عهدها وازدهر الأدب بفرعيه من الشعر والقصص. على أننا لا نمضي طويلًا حتى تفد أمم غير سامية من الشرق -هم الكشيون- فتخرب بابل، ولا يلبث الحيثيون وهم من أمم آسيا الصغرى أن يقضوا عليها في أوائل القرن السادس عشر ق. م؛ وبينما كانت بابل تعاني من الكشيين والحيثيين كان إخوانهما الذين هاجروا معهم من الجزيرة العربية ويمموا نحو الشمال فيما بين النهرين وهم الأشوريون ينهضون، ومعنى ذلك أنهم من نفس الموجة الأكدية، وتاريخهم يتضح منذ القرن الرابع عشر ق. م. وقد اتخذوا نينوى في بعض عصورهم حاضرة لهم، وكانت دولتهم حربية عسكرية، واستعمروا الشام وآسيا الصغرى واستولوا على بابل وحاربوا مصر، ولغتهم الأشورية تخالف البابلية في بعض خصائصها، وقد ازدهرت في عهدهم علوم الطب والفلك والرياضيات، كما ازدهرت فنون الأدب. ولا نصل إلى القرن السابع ق. م

نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست