responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 162
وقال ابن سلام أيضًا في ابن إسحاق: "فلو كان الشعر مثل ما وضع لابن إسحاق ومثل ما رواه الصحفيون ما كانت إليه حاجة ولا فيه دليل على علم"[1] وتعقب ابن هشام في سيرته ابنَ إسحاق وردَّ كثيرًا مما روَى، أو صحح نسبته.
وواضح أن هذه المنتحلات من الشعر المنسوب إلى عرب الجاهلية الأولى ليس لها أدنى قيمة؛ فقد ردها الرواة المحققون، ومع ذلك يتعلق بها بعض الباحثين المحدثين ليشككووا في الشعر الجاهلي عامة، مع أن القدماء رفضوها وردوها، كما رفضوا وردوا رواية المتهمين من الرواة أمثال حماد وخلف. وليس معنى ذلك أننا نريد أن نوسع الأبواب فنقبل كثرة ما يروى عن الجاهليين؛ بل نحن نضيقها تضييقًا شديدًا، فلا نقبل إلا ما أورده الثقاة مثل أبي عمرو بن العلاء والمفضل الضبي والأصمعي، فجملة ما رووه وثيقٌ.
ولا نبالغ إذا قلنا إن ما رواه هؤلاء الثقات لا يزال مادة غُفلًا لم يدرس ولم يفحص، وقد خَلف من بعدهم خلف أتموا تدوين الشعر الجاهلي وأشهرهم في الكوفة أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي وقد اشتهر الأول بأنه جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة، وكان كلما عمل شعر قبيلة منها وأخرجه للناس كتب مصحفًا وجعله في مسجد الكوفة، وطبيعي أن يخرج دواوين القبائل راوٍ كوفي؛ لأن بيوتات العرب وأشرافها كانوا في الكوفة ولم يكونوا في البصرة، ومن غير شك كانوا من أهم الأسباب التي أعانت على حفظ الشعر الجاهلي وروايته إلى أن دون في القرن الثاني. ويظهر أن الكتب الخاصة بالقبائل لم تكن تكتفي برواية الأشعار؛ بل كانت تضم إليها غير قليل من أخبارهم وأيامهم، وربما كان هذا هو السبب في أننا نرى مؤرخيهم ينثرون في تاريخهم أشعارًا كثيرة كأنهم يرون أنها سنده وعماده، على نحو ما تصور ذلك كتب المدائني والواقدي وابن الكلبي. وكان رواة الشعر يمزجون بروايتهم كثيرًا من الأخبار التاريخية على نحو ما نرى في شرح النقائض لأبي عبيدة. وقد بقي من دواوين القبائل ديوان هذيل برواية السكري المتوفى سنة 275 وفيه تختلط الأشعار بالأخبار، ومن خير ما يصور ذلك فيه ديوان أبي ذؤيب.
ويدل كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني أنهم دونوا من هذه الأشعار

[1] ابن سلام: ص 11.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست