responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 148
راوة محترفون
...
2- رواة محترفون
ونحن لا نصل إلى نهاية العصر الإسلامي ومطلع العصر العباسي حتى تنشأ طبقة من الرواة المحترفين الذين يتخذون رواية الشعر الجاهلي عملًا أساسيًّا لهم، وتختلط في هذه الطبقة أسماء عرب وموال، وأسماء قراء القرآن الكريم وغير قراء، وهم جميعًا حضريون، عاشوا غالبًا في البصرة والكوفة. ولم يكونوا يقفون عند رواية الشعر القديم مجردة؛ بل كانوا يضيفون إليها كثيرًا من الأخبار عن الجاهلية وأيامها، وكانوا يتخذون لأنفسهم حلقات في المسجد الجامع يحاضرون فيها الطلاب وفي أثناء ذلك يشرحون لهم بضع الألفاظ الغريبة، أو يفسرون لهم ظروف النص التاريخية.
وأهم هؤلاء الرواة أبو عمرو بن العلاء وحماد الراوية وخلف الأحمر ومحمد ابن السائب الكلبي والمفضل الضبي، وقد استقوا روايتهم من القبائل والأعراب البدو، وكان بعضهم يرحل إلى نجد أحيانًا ليستقي من هاجر إلى الكوفة والبصرة حيث هؤلاء الرواة العلماء ليمدهم بما يريديون. وقد أظهروا في علمهم مهارة منقطعة النظير؛ إذ تحولوا يجمعون المادة الجاهلية جميعها. وكان من أهم الأسباب في ذلك تفسير

ولعل في كل ما قدمنا ما يدل أوضح الدلالة على أن رواة لا يحصيهم العد حملوا الشعر الجاهلي إلى عصور التدوين؛ فقد حافظت القبائل عليه كما حافظ كثير من الأفراد وخاصة الشعراء والرواة. وبذلك أسلموه للأجيال التالية، وإن كان قد شابه شيء من الانتحال والوضع على نحو ما سنعرض لذلك في غير هذا الموضع، ومن غير شك سقط منه كثير في أثناء اجتيازه هذا الطريق الزمني الطويل، يقول ابن سلام: "لما كثر الإسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب بالأمصار راجعوا رواية الشعر؛ فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب، وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك وذهب عليهم منه كثير1".

1 ابن سلام ص 22
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست