responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 146
صنعاء اليمن، ويتخذه سميرًا له يسأله عن الأخبار المتقدمة والملوك السالفة، وهاله ما عنده من العلم بذلك؛ فاتخذ غلمانًا يقيدون في دفاتر ما يذكره من سير الملوك وأخبارها ووقائع العرب وأيامها في الجاهلية وأشعارها[1].
ومنذ وقت مبكر في صدر الإسلام نرى القصاص يجلسون للعظة في المسجد الجامع. وكانوا كثيرًا ما ينثرون الأشعار الجاهلية التي تتصل بوعظهم في تضاعيف قصصم. وقد أخذت تنشأ جماعة مثل أبان بن عثمان بن عفان وعروة بن الزبير تُعْنى بغزوات الرسول وما قيل فيها من الشعر، وأخذ يظهر بجانبهم جماعة تعنى بأخبار العرب الماضيين وما كان يجري على ألسنة شعرائهم. وفي أثناء ذلك كان الشعراء الإسلاميون أنفسهم يعنون عناية شديدة برواية الشعر القديم، وبلغ من اهتمام بعضهم بذلك أن أصبح مؤدبًا للناشئة يرويها الشعر القديم على نحو ما نعرف عن الكميت والطرماح[2]. ولم يكن هناك شاعر مبرز إلا وهو يروي للجاهليين وينشد من شعرهم، وفي كتب الأدب إشارات مختلفة إلى ما أخذه العلماء عن أمثال ذي الرمة والفرزدق وجرير ورؤية من هذا الشعر[3]، وصور الفرزدق مدى روايته ومعرفته للشعر الجاهلي، فقال في بعض قصيده4:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول5
والفحل علقمة الذي كانت له ... حُلل الملوك كلامه لا ينحل
وأخو بني قيس وهن قتلنه ... ومهلهل الشعراء ذاك الأول[6].
والأعشيان كلاهما ومرقش ... وأخو قضاعة قوله يتمثل7
وأخو بني أسد عبيد إذ مضى ... وأبو دؤاد قوله يتنخل

[1] انظر مصادر الشعر الجاهلي: ص 159 والفهرست ص 132.
[2] البيان والتبيين: 1/ 251، 2/ 323.
[3] مصادر الشعر الجاهلي: ص 225 وما بعدها.
4 نقائض جرير والفرزدق: ص 200 والديوان: "طبع القاهرة" ص 720.
5 النوابع: النابغة الذبياني والجعدي والشيباني، وأبو يزيد: المخبل، وذو القروح: امرؤ القيس، وجرول: الحطيئة.
[6] أخو بني قيس: طرفة، وهن قتلنه: يريد القوافي؛ لأنه قتل بسبب بعض أهاجيه.
7 الأعشيان: أعشى بنى قيس وأعشى باهلة وأخو قضاعة: أبو الطمحان القيني.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست