responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 120
"أنا شرحيل "شرحبيل" بر "بن" ظلموا "ظالم" بنيت ذا المرطول "المعبد" سنة 463 بعد مفسد "خراب" خيبر بعم "بعام". وهو يشير إلى غزو أحد أمراء غسان لخيبر، وقد ألحقت بكلمة ظالم واو وفقًا لقواعد النبط في كتابة أعلامهم المنصرفة، وحذف حرف العلة من كلمة "عام" وهي نفس الصورة المألوفة في الأقلام الإسلامية الأولى.
ونرى من ذلك أن الخط العربي تكامل مع أوائل القرن السادس كما تكاملت الفصحى نفسها وأخذت شكلها النهائي بشهادة نصوص الشعر الجاهلي التي يرجع أقدمها إلى أواخر القرن الخامس؛ فمنذ هذا التاريخ تقاربت لهجات القبائل، وأصبحت هناك لغة أدبية عامة، هي الفصحى، ينظم بها شعراء العرب جميعًا شعرهم. وتدل دلالات كثيرة على أن هذه اللغة أخذت تنتشر لا بين القبائل الشمالية وحدها، تلك التي عاشت في الشمال؛ فقد حملتها إلى الجنوب القبائل التي تسقط فيه وانجذب كثير من الجنوبيين إلى المحيط اللغوي الشمالي، وخاصة من كانوا يجاورون الشماليين مثل سكان نجران وقبائل الأزد في جنوبي الحجاز.
ومعنى ذلك أنه كان يعاصر اكتمال الفصحى حركة تعريب قوية في الجنوب، ولسنا نريد أن نبالغ في هذه الحركة؛ فإنها إنما كانت تتناول القبائل الشمالية من هذا الجنوب، أما في داخل اليمن وفي ظَفار فقد كانت اللغة الجنوبية لا تزال سائدة كما تدل على ذلك نقوشهم. ونستطيع الآن أن نفهم قول أبي عمرو بن العلاء:
"ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا"[1] فإنه ينص على أن لسان اليمنيين الداخليين ومن يجري مجراهم هو الذي يخالف لسان العرب الشماليين. بل لعلنا لا نبعد إذا قلنا اليمنيين الداخليين أنفسهم أخذوا في التعرب؛ فإن من يرجع إلى وثيقة أبرهة التي دونها سنة 543 للميلاد عند ترميمه لسد مأرب[2] يلاحظ توًّا تقاربًا في الكلمات أسماء وأفعالًا من اللغة الشمالية، وحقًّا تحتفظ الوثيقة بجملة الخصائص اللغوية للغة الجنوبية؛ لكننا نجد في تضاعيفها صيغًا تشبه الصيغ

[1] طبقات فحول الشعراء لابن سلام "طبعة دار المعارف" ص 11.
[2] انظر هذه الوثيقة في الجزء الأول المجلد الرابع من مجلة المجمع العلمي العراقي وتعليق جواد علي عليها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست