responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 112
أسماءهم للذكرى، وقليل منها أدعية لآلهتهم، وهي صعبة القراءة لأن خطهم مشتق من الخط المسند الجنوبي، مثلهم مثل اللحيانيين والصفويين، وهو خال من الشكل ومن علامات الإشباع والحركات والتشديد. ومما يزيد في صعوبته أيضًا، أو بعبارة أدق مما يزيد في صعوبة الأحكام اللغوية عليه أن جميع نقوشه بضمير الغائب وأنهم كثيرًا ما يحذفون منه بعض الحروف كالنون من "ابن" والضمير من "لي" وأيضًا فإنه تختلط به آثار عبرية وآرامية.
وهذه النقوش مع أنها كتبت بالخط المسند الجنوبي نقوش للعرب الشماليين؛ فاللغة التي تعبر عنها عربية شمالية، ويتضح ذلك في تراكيبها الصرفية والنحوية وفي اشتقاقات أفعالها وأزمنتها. ونجد عندهم صيغة المثنى بجانب صيغة الجمع كما نجد نفس أسماء الإشارة والأسماء الموصولة والضمائر وحروف الجر من مثل: اللام والباء وإلى وعلى، وحرف العطف واو؛ غير أن أداة التعريف الشائعة عندهم هي الهاء لا أل، وكذلك الشأن عند اللحيانيين والصفويين. أما عند النبط فهي أل. ومن هنا يصح أن نطلق على الأولين اسم أصحاب لهجات الهاء، وهم في ذلك يتطابقون مع العبريين، وأيضًا فإنه يشيع عند الثموديين واللحيانيين تعدية الفعل الثلاثي بالهاء بدلًا من الهمزة، مثلهم في ذلك مثل العبريين والسبئيين، على نحو ما مر بنا في غير هذا الموضع.
واللهجة القديمة الثانية هي اللهجة اللحيانية نسبة إلى منازل أهلها من بني لحيان الذين ذكروا في نقوشها، وقد عثر عليها علماء الساميات منثورة في شمالي الحجاز بمنطقة العُلا الحالية، وكانت حاضرتهم تسمى دادان بالقرب من مدائن صالح. ويختلف الباحثون في تاريخهم وهل كانوا قبل الميلاد أو بعده؛ بل منهم من يتأخر بهم حتى القرن الخامس للميلاد. وتلقانا في نقوشهم نفس الصعوبات التي تلقانا في نقوش الثموديين من نقص الشكل وحروف العلة والمد والتشديد. وهم يعرِّفون بالهاء على شاكلة الثموديين، وقد يعرفون بأل أو باللام على شاكلة العربية الجاهلية، وقد يجمعون بينهما مثل هلحمى بمعنى الحمى. وهم يستبقون بين صيغ الفعل على صيغتي هفعل وسفعل ونراهم يلحقون بالماضي تاء التأنيث كما نراهم يشيرون بالذال

نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست