responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 110
والحكم في مثل هذه الكلمات مشكل؛ فإما أن تكون من الكلمات السامية الأصلية، أو تكون بعض الفروع اختصت بها بعد تفرقها، بمعنى أنها نشأت بينها، وتكونت في زمن متأخر. ومن علماء الساميات من يظن أن ما تنفرد به العربية من كلمات لا توجد في أخواتها السامية هو من السامي الأصيل احتفظت به بينما سقط من أخواتها، ويذهب برجشتراسر إلى أن "هذا بعيد عن الاحتمال للغاية ولا يجوز افتراضه إلا على فرض كون اللغة العربية أقرب إلى اللغة السامية الأم من أخواتها.
وهذا من الأوهام التي لا سبب لها؛ فإن اللغة العربية ترقت رقيًّا بعيدًا بالقياس إلى أخواتها الساميات. ولا بد من أن نفترض أن اللغة العربية اخترعت ألوفًا من الكلمات الجديدة ولا عجب في ذلك بعد ما شاهدناه مرارًا من ميلها إلى التخصص وإلى اختراع العبارات الجديدة المحدودة"[1] ويضرب مثلين لذلك: كثرة ما اخترعته. من أدوات النفي؛ إذ تشترك مع اللغات السامية في أداته الأساسية "لا" ثم تنفرد بما اشتقته من أدوات كثيرة لا يوجد منها في أخواتها سوى ليس؛ إذ نجد فيها لم بزيادة الميم وحذف الألف، ولما بزيادة ما على لم، ولن بزيادة النون. وأضافت لذلك أدوات جديدة هي ما وإن وغير، وبذلك عددت وظائف النفي ونوعتها.
ومعنى كل ما قدمناه أن هناك عناصر في العربية ترجع إلى أقدم أزمنتها، وأخرى جديدة، وقد عقد ليتمان مقالين طويلين[2] بحث فيهما أسماء الأعلام في اللغات السامية متخذًا منها ما يدل على تاريخها وصيغها وأديانها وعاداتها، ولاحظ أن منها أسماء مركبة وأسماء مفردة وأسماء اسمية وأسماء فعلية وأسماء دينية وأسماء دنيوية وأسماء مكانية وأسماء زمانية وأسماء تخص أمنية أو فرحًا أو صفة أو دعاء وأسماء لرجال مشهورين أو نساء مشهورات، بالإضافة إلى أسماء أجنبية. ومن طريف ما لاحظه أن النبط كانوا يلحقون في كتابتهم ونقوشهم الواو بآخر الأعلام أحيانًا، يقول: والواو هذه تشير إلى أن الاسم معرب، وأما الأسماء فكتبوها بلا واو في آخرها. وأخذ العرب بعد ذلك هذه الواو من الخط النبطي فألحقوها بعمرو فرقًا بينه وبين عمر[3].

[1] برجشتراسر ص 142.
[2] انظر مجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة المجلد العاشر، العدد الثاني، والمجلد الحادي عشر، العدد الأول.
[3] المرجع السابق، المجلد العاشر، العدد الثاني ص 43.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست