responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 108
بينهم من يجمع في التعدية بين الهمزة والهاء، ومن يكتفي بإحداهما في مثل هذه الكلمة، ويظهر أن هذا كان كثيرًا؛ إذ ينص ابن يعيش على أن له نظائر متعددة، فيقولون هراح في أراح وهنار في أنار وهكذا. وفي القاموس المحيط الهذروف كعصفور: السريع، وهذرف: أسرع. ومعنى ذلك أن بين الأسماء صيغًا احتفظت بتلك الهاء؛ لأنها اشتقت من أفعالها، يقول صاحب القاموس: "الهِجْزَع كدرهم الجبان لأنه من الجزع.
أما وزن سفعل الذي استخدمته بعض اللهجات العربية الجنوبية القديمة كالمعينية؛ فإن العربية احتفظت به في صيغة استفعل، وفي المزهر من مزيد الثلاثي هفعل في مثل هلقيم إذا أكبر اللقم وسفعل في مثل سنبس بمعنى نبس[1]، ويمكن أن يرد إلى هذه الصيغة كثير من الأفعال التي تبتدئ بالسين، كما يرد إلى صيغة هفعل كثير من الأفعال التي تبتدئ بالهاء؛ فهدر مثلًا يمكن أن يكون أصلها در وأضيفت إليها الهاء وخففت الراء، وسكن أصلها كان من كان التامة، ثم حذفت الألف. وبهذا القياس يمكن أن نمعن النظر في بعض الكلمات المبدوءة بالشين فنردها إلى صيغة شفعل الأكدية، فشسع يمكن أن يكون أصلها شوسع من وسع، وشوش من وش وهكذا. وكأن العربية كانت تستخدم في بعض أزمنتها القديمة كل هذه الصيغ، ثم تطورت بصيغة هفعل إلى أفعل وآثرتها معرضة عن الصيغ الأخرى لأنها أخف في النطق وأيسر.
ومن الظواهر التي تتقارب فيها العربية من أخواتها السامية الضمائر؛ إذ نرى مثلًا: أنا تختص بالمتكلم مع زيادة مميزات عددية أو جنسية في بعض اللغات، بينما تختص التاء بضمير الرفع المتصل، وقد تخلفها الكاف كما في الأكدية على نحو ما جاء على لسان بعض الرجاز يهجو ابن الزبير2:
يا بن الزبير طالما عصيكا ... وطالما عَنَّيْتنا إليكا
فقال عصيك بدلًا من عصيت. وكما تتشابه اللغات السامية في الضمائر تتشابه في أسماء الموصول والإشارة، ويدل الاسم الموصول "ذو" عند الطائيين أن الأسماء

[1] المزهر للسيوطي: 2/ 40.
2 النوادر في اللغة لأبي زيد "طبعة بيروت" ص 105. وأنساب الأشراف للبلاذري: 11/ 48.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست