نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 227
(1844) في قلم الترجمة ثم انتدبته الحكومة لأشغال الكتابة في وزاراتها إلى أن استوزره توفيق باشا الخديوي واتخذه لصحبته في رحلته إلى جهات القطر المصري فكتب تأليفه (السياحة الخديوية) ثم تقلد القضاء في محكمة الاستئناف وأحيل على المعاش سنة 1895 وكانت وفاته في 16 كانون الثاني سنة 1898. وللمترجم عدة تآليف نقل بعضها من الافرنسية كرواية بول وفرجيني وكأمثال لافونتين نظمها بالشعر ودعاها العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ دونك مثالاً منها وهو مثل البخيل والدجاجة:
كان البخيل عنده دجاجةْ ... تكفيهِ طولَ الدهر شرَّ الحاجةْ
في كل يوم مَر تُعطيهِ العجبَ ... وهي تبيضُ بيضة من الذهَبْ
فظن يوماً أن فيها كنزاً ... وإنهُ يزداد منهُ عزاً
فقبضَ الدجاجةَ المسكينُ ... وكان في يمينهِ سكينُ
وشقتَّها نصَفينِ من غفلتهِ ... إذ هي كالدجاج في حضرتهِ
ولم يجد كنزاً ولا لَقيَّهْ ... بل رُمَّةً في حُجْرهِ مرميَّةْ
فقال: لا شكَ بأنَّ الطمعا ... ضيع للإنسان ما قد جمعا
وكان محمد عثمان يحب اللغة المصرية العامية فنقل إليها عدة روايات تمثيلية عن الشاعرين راسبن وموليار تصرف فيها بعض التصرف. ومن ظريف شعره قوله يمدح الحضرة الخديوية العباسية سنة 1309:
من يضاهيكَ في العلى مَنْ بُداني ... يا عزيزاً لهُ علينا يَدانِ
يدُ حكمٍ بالعدلِ لا يَعتريها ... عارضُ الميل فهي كالميزانِ
ويدٌ العطاء كالنيل قد فا ... ض بإنعامهِ على البلدانِ
وله في رثاء عبد الله باشا فكري:
همامٌ على فوق السماء بفكرهِ ... فمن ثمَّ سمتهُ الأفاضلُ بالفكري
فتى غاص في بحر المدارس رأيهُ ... فأخرج من حصبائه غالي الدرّ
وسال غديرٌ من عذوبة لفضلهِ ... فأنضج أثماراً على يانع الزهرِ
زها نجمهُ دهراً بمصرٍ فلم يَجدْ ... قريناً ولكن لا أمانَ إلى الدهرِ
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 227