نام کتاب : بلوغ الأمل في فن الزجل نویسنده : الحموي، ابن حجة جلد : 1 صفحه : 14
لك حلت في جيدي قبله ... قلت لو من فمك أحلا
ومن المرقص قوله في بيت بردفة زائدة:
غصن بان أوعدني وخلف ... قلت ليه قصه تعطف
دار وقال حين عني انحرف ... وقال من رأى من قبلك إنسان
صار عليه معطوف غصين البان بالورق
ويعجبني في هذا الباب قول محمد بن قيس قيم حلب:
تفور الما في البواطي بالعقار ... بالله اش تقولوا ما أنا مطالبي
وكلما أملك من مال أنفقوا ... حتى تصفي الكاس على شواربي
ومثله في الحسن قوله في بيت وهو:
نرمي الأقداح من يديه
لجل من ساق هجرو ليه
وحرم بعدو عليه
ما العنب وما الزبيب ... وعلى الراووق صليب
وقال الأستاذ شمس الدين محمد الأعرج قيم الديار المصرية في مطلع من أزجاله:
يا طلعة الهلال ... لا تكشف اللثام
تفطر القلوب ... في شهر ذا الصيام
ومما يعزى إليه من المطالع البديعة قوله:
وجه المشرقية ... بالأنوار مبرقع
قمر هي والأقمار ... من الشرق تطلع
وله من الأبيات العامرة قوله:
كشف الساق ندرة ملاح ذا الزمان
قامت قيامة قلبي وزادو هوان
فلا تعجب من قصتي يا فلان ... القيامة تقوم بكشف الساق
ويعجبني في باب الاستعارة والتشبيه قول أحمد القماح راجح رجاح مصر في بيت ومطلع:
كف الظلام أرخى على وجه الليل ... شعرية سودا وكحلو دون مرود
وبدى المصباح من بين جفونو يغسل ... بما الضيا كحل الظلام الأسود
البيت
وفي الأراضي قوم ترى شي نذهب ... وشي تصيبو قد زها واتفضض
النرجس أحداقو الشهل نعسانه ... إلا أنها من ذا الندا ليس تغمض
والأقحوان ثغرو ضحك وتبسّم ... وأصفر ويحكي لنا في الأبيض
مازعفران فوقه نصافي مطبوع ... ولا فصوص كارب في بلاد توجد
ولا بحال شمسات لجين مبرودات ... قد أسمرو فيها مسامير عسجد
وأبلغ منه في التشبيه وأبدع قول الحاج علي بن مقاتل في بيت زجل الخياط حيث قال:
قال فشبّة خدي وقم عرّض ... بالعارض أحسن صفات
قلت حلة وردية من أطلسٍ ... فيها جمع الشتات
وعليها دار الطراز تنبت ... رقم محلاه نبات
قال ما هو إلاّ ثوب شرب والخمر ... دم من تقتلو
فيه خيالات خيوطها تلعب ... ورق لاعب
من جفون يغزلوا
ويعجبني في الرشاقة والجزالة وتسيير الأمثال قول علي النجار قيم الشام في مطلع زجل:
جا سهدي سرق منامي ... راح باعوا بيع المسامح
وآش قلتو أنه خسر فيه ... كيف ما باع اللص رابح
وأنشدني من لفظه لنفسه الشيخ شمس الدين محمد بن الطراح قيم الشام على هذه الطريقة بيتاً من بعض أزجاله قوله:
شدة ما تدوم ... يا بني لا تسوم
إن العسر شوم ... والسماح رباح
يا أخا الأدب ما يتمكن الشاعر في بيت شعره من إرسال هذه الأمثال ولا يتوصل في باب إعرابه إلى فتح هذه الأقفال، فإن هذا البيت فيه ثلاثة أمثال سيارة ولفظة يا بني لا تسوم يصلح أن تكون مثلاً رابعاً.
وأنشدني لنفسه أيضاً على طريقة التورية مطلعاً بديعاً وهو:
غصني النضير في الحسن مالوا نظير ... وحياة هيف قدو ما نعشق سواه
وإن ميلوا عني نسيم الدلال ... وما عطف خلوه يميل مع هواه
ويعجبني في هذا الباب مطلع القيم أحمد بن العطار قيم الشام في الصراع وراجح الرجاح في الزجل وهو هذا:
على قامة قدّك في ليل شعرك ... أشرقت طلعتك وهي تامه
فعجبنا كيف ما يزول الظلام ... وادي شمس الضحى على قامه
وأنشدني من لفظه لنفسه الكريم مولانا قاضي القضاة عماد الدين إسماعيل بن القضامي تغمده الله برحمته ورضوانه بيتاً من زجل جعله لمصونات التواري حذراً وهو هذا
نام کتاب : بلوغ الأمل في فن الزجل نویسنده : الحموي، ابن حجة جلد : 1 صفحه : 14