responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 44
خيالك أضحى لابسا من فؤاديا ... رداء موشى بالرؤى البيض حاليا
وكنت كذاك الطائر الخادع الذي ... يراه رعاة البهم في المرج هاديا
فيعدون بين العشب والزهر نحوه ... وان قاربوه طار جذلان شاديا
فما زال في إسفافه وانطلاقه ... فلا هو بالنائي ولا كان دانيا فهنا يتابع الصورة إلى نهايتها دون أن ينتابه ضعف في التعبير، ومن هذا القري قصيدة " ذكريات الريف " وفيها يقول [1] :
تذكرت سرب الراعيات على الربى ... وبين المراعي في الرياض الزواهر
ورنات أجراس القطيع كأنها ... تنهد أقداح على ثغر شاعر
أقود قطيعي خلفهن محاذرا ... وانظر عن بعد فيحسر ناظري
وما كنت لو لم اتبع الحب راعيا ... ولا انصرفت نحو المروج خواطري
إليها طويت الليل بالليل صابيا ... وطارتها (مستهونا) بالمخاطر
وقبلت حتى البهم لما رأيتها ... تقبل تلك البهم قبلة ثائر
فقد اهتدي في قبلة اثر قبلة ... إلى اثر من ثغرها غير ظاهر وعلى الرغم من أن مستوى القوة في تعبيره قد ارتفع، فان لمسات الضعف منثورة هنا وهناك؛ وفي هذه القصائد الأولى بذور قوته وضعفه معا، قوته في الانفعال أو تصيد الصور، وضعفه في التعبير، أو لجوءه إلى التضمين كما في قوله [2] :
وسرى الغمام على الحقول فرجعت ... أنهارها لحنا أهاج غرامه
وشجونه، فجرت هواطل دمعه ... وغذا يريق على الفروع مدامه أن ضعف التعبير سيقنعه عن قريب بأن البناء المتساوي في إيقاعاته ونغماته يلجئ الشاعر الاضطرار فيوقعه في ضعف، وأن حاجته

[1] ديوان إقبال: 73.
[2] من قصيدة أحلام الربيع - 1942.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست