responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 241
لعل مؤتمر الأدباء الثاني أول فرصة سنحت للسياب ليقف بين أدباء وشعراء يمثلون مختلف الأقطار العربية، وقد كان مفهومه لما يريد من الأدب أقوى بكثير من مفهومه لموضوع المحاضرة وهو " وسائل تعريف العرب بنتاجهم الأدبي الحديث " فان ما يمس الموضوع من محاضرته يمثل أفكارا سطحية مثل: تشجيع الدولة للأديب، وإنشاء دار للنشر ترصد لها الحكومات العربية أموالها وتشرف عليها لجنة تنبثق من المؤتمر، شريطة ان تلتزم كل دول الجامعة العربية بدخول كتبها إلى أقطارها، ثم تأسيس رابطة للأدباء العرب على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والأدبية. فهذه الأفكار تدل على التناقض الضمني بين فكرة السياب عن الأدب وأفكاره عن طرق ترويجه، وابسط امتحان لهذه الأفكار ان نسأل: إذا كان الأدب الواقعي الناضج يفرض نفسه على الناس تلقائيا فما الحاجة إلى تشجيع الدول؟ ثم كيف تشجع اكثر الدول يومئذ الأدب الواقعي الملتزم وترصد الأموال لنشره وأكثرها كان يرى في ذلك الأدب خطرا على كيانه، ثم؟ وهذا أدهى وأمر - ما الذي سينتج عن تأسيس رابطة من الأدباء على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والادبية، وكيف يمكن لهذه الرابطة ان تعمل وبأي مقاييس تنظر إلى الأدب، وقوة التناقض في كيانها تهدم كل قرار ايجابي؟ ان هذا الخلط يدل على شيئين. انه لم يبق من ثورة السياب في نطاق النظرية الفنية إلا الإيمان الغامض بشيء اسمه الأدب الواقعي الملتزم وأنه لم يكن؟ من الناحية العملية؟ يدرك شيئا من الواقع الذي تعانيه الدول العربية حينئذ [1] .
وقد أتيحت الفرصة أيضاً للسياب لينشر مجموعة من شعره في ديوان جديد، وكان الدكتور سهيل إدريس يحفزه إلى ذلك، وتشهد

[1] انظر مناقشة لمحاضرة السياب من زوايا أخرى عرض لها الدكتور شكري فيصل، في الآداب العدد 12 (1956) ص: 57.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست