responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 235
انتزع صور لوركا وطريقته حين شاء ان يتحدث عنه.
وأما الشاعر المحايد؟ في الظاهر - فهو محمد مفتاح الفيتوري، وقد راجع قصائد العدد الذي وردت فيه قصيدة " قافلة الضياع " فكان رأيه فيها أنها " لا ترتفع إلى مستوى أغنية المطر زائعة صديقي بدر السياب، بل لا اعتقد انه سيخالفني كثيرا عندما اقرر أنها لا ترتفع كثيرا عن مستوى هذا الشعر الذي نحاربه معا: شعر الخيالات السقيمة والحقائق التاريخية الجامدة والتجارب العقلية المشاعة، شعر القوالب الصناعية الخالية من حرارة الحياة وجدية المأساة " [1] ، وقد كشف الفيتوري عن أن الأسطورة التي تعتمد عليها القصيدة؟ وهي قصة قابيل وهابيل - تختلف اختلافا جذريا عن مأساة اللاجئين - موضوع تلك القصيدة - وان التوفيق بين المحملين الأسطوري والموضوعي يتطلب جهدا يتجاوز حد المقارنة الخارجية والربط الشكلي.
ولو أنا حكمنا على اكثر الجهد الشعري للسياب خلال السنوات الثلاث (1954 - 1956) من زاوية ما قاله فيه ناقدان كبيران وثلاثة من الشعراء المنتمين إلى المدرسة الحديثة في الشعر لحكمنا بأن النتيجة؟ في مجملها - كانت سالبية الطابع؛ ولكنا حين ننظر اليوم إلى تلك القصائد متسلسلة لا نشك في ان تجدد المحاولة وتنوعها يحمل من معاني الإخلاص والرغبة في البلوغ اكثر مما تستطيع القصيدة الواحدة أن تنبئ به في انقطاعها عما حولها وفي فقدانها، وذلك سيتضح في فصل تال نتحدث فيه عن تلك القصائد مجتمعة ومنفردة.
وقبل الانتقال إلى ذلك الفصل لا بد من أن نستدرك ما فوقه علينا السياق العام الذي حاولنا فيه إعطاء صورة متكاملة عن " فترة الآداب ". فقد حدثت هنالك أحداث وشئون تتفاوت في صغرها أثناء

[1] الآداب: عدد آب (1956) .
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست