responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 229
أديباً صاحب قضية يدافع عنها بكل قوة، وان يكون صاحب رأي في تلك القضية وفي قضايا الأدب جملة، وأن لا يكون رأيه مقصورا على شعره وتجربته الذاتية فيه، فالشاعر يحور في تصوره للشعر إلى نظام نقدي؟ موجود في نفسه بالقوة أو بالفعل - وما دام باب الاجتهاد في الأدب مفتوحا على مصراعيه، فلا بأس من أن يكون الشاعر أحد المجتهدين. وذهبت مجلة الكاتب الغربي تطلب رأيه في سؤال قدمته إلى غيره من الشعراء والأدباء: " هل هناك أدب تقدمي؟ " فكان من جوابه: " ما دمنا نؤمن بأن الحياة في كل مجال من مجالاتها ما تزال منذ البدء في تطور وتقدم إلى الأمام فان من البديهي بعد ذلك أن يكون في كل زمان أدب تقدمي، أو سمه ما شئت من الأسماء ما دامت التسمية تحمل هذا المفهوم، والأدب التقدمي هو الأدب الذي يعبر عن أفكار القوى النامية في مجتمع ما " [1] ، وهذا كلام يحمل صيغة الفرض النظري المقبول في ظاهره ولكنه عند الأمثلة يفقد قيمته، فكما أن أدب الصعاليك في الجاهلية يمثل فكرة الثائرين على التقاليد القبلية فهو لذلك أدب تقدمي فان غزل عمر بن أبي ربيعة يمثل الجيل النامي الناشئ في العصر الأموي الذي أراد أن يوجه إلى السياسة الأموية احتجاجا سلبيا، فهو أيضاً شعر تقدمي، وكذلك الأدب الماجن الذي ظهر في العصر العباسي فانه تعبيرا عن جيل فتي من الشعوبيين كره السيادة العربية، وأخذ يعلن الثورة على ضياع الفرد الفنان في غمار الفوضى الاقتصادية والسيطرة المذهبية الصارمة، فهو بنفس النسبة شعر تقدمي لأنه يمثل أفكار قوى نامية في مجتمع ما؟ ذلك أذن تعريف يجر إلى الفوضى، فإذا قال السياب بعد ذلك: " أما خصائص هذا الأدب فهي التفاؤل والثقة في المستقبل والإيمان بالإنسان واحترامه كفرد وكمجموع

[1] الآداب، عدد أيلول (1954) ص: 73.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست