نام کتاب : أمالي القالي نویسنده : القالي، أبو علي جلد : 2 صفحه : 144
الرّحى: وسط الغيم ومعظمه، ووسط الحرب ومعظمها، وقام عتيك بن قيس فقَالَ:
برغم العلى والجود والمجد والندى ... طواك الردى يا خير حافٍ وناعل
لقد غال صرف الدهر منك مرزأً ... نهوضاً بأعباء الأمور الأثاقل
يضمّ العفاة الطارقين فناؤه ... كما ضمّ أمّ الرأس شعب القبائل
ويسرو دجى الهيجا مضاء عزيمةٍ ... كما كشف الصبح اطّراق الغياطل
ويستهزم الجيش العرمرم باسمه ... وإن كان جرّاراً كثير الصواهل
وينقاد ذو البأو الأبيّ لحكمه ... فيرتدّ قسراً وهو جمّ الدغاول
ويمضي إذا ما الحرب مدّ رواقه ... عَلَى الروع وارفضّت صدور العوامل
فإمّا تصبنا الحادثات بنكبة ... رمتك بها إحدى الدواهي الضآبل
فلا تبعدن إن الحتوف مواردٌ ...
وكل فتىً من صرفها غير وائل
: الضآبل: الدواهي، واحدها ضئبل، وقام حاطب بن قيس فقَالَ:
سلامٌ عَلَى القبر الذي ضمّ أعظماً ... تحوم المعالي حوله فتسلّم
سلام عليه كلما ذرّ شارقٌ ... وما امتدّ قطعٌ من دجى الليل مظلم
فيا قبر عمرو جاد أرضا تعطفت ... عليك ملثٌّ دائم القطر مرزم
تضمنت جسما طلب حيّاً وميّتاً ... فأنت بما ضمّنت فِي الأرض معلم
فلو نطقت أرضٌ لقَالَ ترابها ... إِلَى قبر عمرو الأزد حلّ التكرم
إِلَى مرمسٍ قد حلّ بين ترابه ... وأحجاره بدرٌ وأضبط ضيغم
فلو وألت من سطوة الموت مهجةٌ ... لكنت ولكن الردى لا يثمثم
فلا يبعدنك الله حياً وميتاً ... فقد كنت نورا لخطب والخطب مظلم
وقد كنت تمضي الحكم غير مهلّل ... إذا غال فِي القول الأبلّ الغشمشم
لعمر الذي حطّت إليه عَلَى الونا ... حدابير عوجٌ نيّها متهمّم.
لقد هدّم العلياء موتك جانباً ... وكان قديما ركنها لا يهدم
نام کتاب : أمالي القالي نویسنده : القالي، أبو علي جلد : 2 صفحه : 144