responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الواضح في مشكلات شعر المتنبي نویسنده : الأصبهاني، أبو القاسم    جلد : 1  صفحه : 23
بعزم يسير الجسم في السرج راكباً ... به ويسير القلب في الجسم ماشياً
قال أبو الفتح: سار قلبه في جسمه يعني ذكاءه وتيقظ فؤاده.
قال أبو القاسم: معنى البيت انه لهول ما عزم عليه إذا ركب جسمه السرج خفق قلبه فاضطرب في الجسم جائياً وذاهباً لعظم المعزوم عليه.
وقال المتنبي:
فجاءت بنا إنسان عين زمانه ... وخلت بياضا خلفها ومآقياً
قال أبو الفتح: ابن الرومي لم يزد على استحسان السواد وقال:
أكسبها الحب أنها صبغت ... صبغة حب القلوب والحدق
فأقبلت نحوها الضمائر وال ... أحداق يعنقن أينما عنق
قال أبو القاسم: هذه القطعة لابن الروم في صفة سوداء ما سبق إليها، وفيها يقول:
لها حر تستعير وقدته ... من قلب صبٍّ وصدر ذي حنق
يزداد ضيقا على السمراس كما ... تزداد ضيقاً إن شوطت الوهق
كأنما حرة لخابره ... ما التهبت في حشاه من حرق
وقد لاحظ قول النابغة الذبياني:
وتكاد تنزع جلده من ملة ... فيها لوافح كالحريق الموقد
وأبو حفص الشطرنجي أجاد في وصفه:
أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونها قاعدة
لا شك أن لونكما واحد ... أنكما من طينة واحدة
ولأبي بكر الصنوبري قطعة يستهدي فيها المسلك خارجة عن المدح فخليتها.
وأنشدت لبعض الشعراء في كافور:
لوم العواذل زاد في أوصابي ... وأنا ابن شرخي صبوة وتصابي
قالوا مدحت من البرية أسودا ... فأجبتهم كفوا غرار عتابي
أهوى السواد لأن رأسي أشيب ... يدني الفناو أحب لون شبابي
وبه تكحل عين كل خريدة ... وبه تتم صناعة الكتاب
الله ألبس أهل بيت محمد ... لبس السواد منزية الأثواب
فتقعتوا عند الجواب وعادتي ... أن أفحم الخطباء عند خطابي
هذا آخر مشكلات شعر المتنبي بتفسير أبي الفتح عثمان ابن جني وإصلاح فرطاته.
ثم اتفق بعدها في بلدان العجم وقوعي إليها بعد تتمة الأربع مائة والعُشر فاختلف إلي طائفة من كتاب الإنشاء كلهم نظروا في الفسر الكبير فكانوا يجارونني في عوارض أبيات المعاني التي فسرها فقرنتها بالمشكلات.
فأول ذلك قول المتنبي:
أناس إذا لاقوا عدى فكأنما ... سلاح الذي لاقوا غبار السلاهب
قال أبو الفتح: أي سلاح عدوهم كغبار الخيل لا يعبئون به ولا يلتفتون إليه. وخص السلاهب لأنها أسرع فغبارها ألطف.
قال أبو القاسم: ليس هذا بشيء وإنما المعنى إذا لاقوا الناس في الحرب ولوا هاربين فكان سلاحهم الفر اغتناماً كما قال في أخرى لسيف الدولة يصف بني نمير:
فلزهم الطراد إلى قتال ... أحد سلاحهم فيه الفرار
وقال المتنبي:
وأمق لو خدت الشمال براكب ... في عرضه لأناخ وهو طليح
قال أبو الفتح يصف فرساً وهو الطويل، وقالوا: الواسع الفروج.
قال أبو القاسم: الأمق هي البلد الطويل البسيطة وعنى المتنبي المفازة لأنه يقول: لو أن الشمال سارت براكبها لبقي حسيراً، ثم البيت الثاني يدل عليه:
نازعته قلص الركاب وركبها ... خوف الهلاك حداهم التسبيح
وقال المتنبي:
في مثل ظهر المجن متصلاً ... بمثل بطن المجن قرددها
قال أبو الفتح: أي أعلوا أرضاً واهبط ارضاً.
قال أبو القاسم: تفسيره البيت الثاني:
مرتميات بنا إلى ابن عبيد الل ... هـ غيطانها وفد فدها
والحسن بن هانئ قد ذكر الهبوط والصعود في مسيره فقال:
طافيات راسيات ... خومها عنقا عنقا
إلا أنه ذهب غير هذا المذهب.
وقال المتنبي:
فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى ... متأودا غصن به يتأود
قال أبو الفتح: أي جمعت حسن الشمس والقمر وشبه قدها بالقضيب.
قال أبو القاسم: البيت الأول يعني خوض صفرتها في بياض وجهها شبهه بالفضة والعسجد ثم مثله بقرن الشمس في اصفراره بدا طلوعه خائضاً في بياض القمر.
وقال المتنبي:
أبلت مودتنا الليالي بعدنا ... ومشى عليها الدهر وهو مقيد
قال أبو الفتح: المقيد يتقارب خطوه، يريد أن الدهر دب إليها فغيرها.
قال أبو القاسم: أي وطأها الدهر بشدة يعني مودتها فعفا آثارها، ومثله بيت الحماسة:
وطأتنا وطئاً على حنق ... وطأ المقيد نابت الهرم

نام کتاب : الواضح في مشكلات شعر المتنبي نویسنده : الأصبهاني، أبو القاسم    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست