من وجه الأسود السالخ[1] ووددت بجدع الأنف أن لا يصافح وجهك وجهه من بعدها حتى في جنة النعيم.
لولا ما أسدل الله دون السرائر من الحجب لبدلت الأرض غير الأرض، وكان للكون نظام غير هذا النظام، وللتاريخ صفحات غير هذه الصفحات.
لو علم الجند أنهم لا يحاربون إلا ليضعوا "نيشانا" في صدر القائد، أو جوهرة في تاج الملك، وأنهم كثيرا ما يكونون مخدوعين في وقائعهم ومواقفهم بأشراك الوطنية وحبائل الدين، لما دالت الدول ولا انتقلت التيجان، ولضعف ظهر الأرض عن حمل ما فوقه من بني الإنسان، ولو علم جهلة المتدينين أن رؤساء الأديان كثيرا ما يشترون عقولهم وأموالهم بالقليل التافة من هذه المدهشات الدينية، والأحلام النفسانية، ويملئون قلوبهم بالمخاوف والمزعجات ليبيعوهم الأمن والسلامة بثمن غال لضعفت أصوات النواقيس، وقصرت قامات المنائر، ولهلك أرباب الطيالس والقلانس جوعا وسغبا، ولأصبحت حبات السبح أكسد في سوق الأديان من بعر النوق في سوق الأنعام، ولو علم الابن أن أباه يحبه لما يرجوه من منفعته في شيخوخته، وأنه لا يعجب إلا [1] ذكر الحيات.