الجزع:
يا صاحب النظرات
لي صديق سقط في امتحان "البكالوريا" هذه السنة فأثر فيه ذلك السقوط تأثيرا كبيرا, فهو لا ينفك باكيا متألما حتى أصبحنا نخاف عليه الجنون، وكلما عزيناه عن مصابه يقول: كيف أستطيع معاشرة إخواني ومعارفي, وكيف أستطيع مقابلة والدي وأهلي؟ فهل لك أيها السيد أن تعالج نفسه بنظرة من نظراتك التي طالما عالجت بها القلوب المحزونين؟
حقوقي
ليست المسألة مسألة صديقك وحده بل مسألة الساقطين أجمعين، فإن المرء لا يكاد يتناول نظره منهم في هذه الأيام إلا وجوها قد نسج الحزن عليها غبرة سوداء، وجفونا تحار فيها مدامعها حيرة الزئبق الرجراج، حتى ليخيل إليك أن نازلة من نوازل القضاء قد نزلت بهم فزلزلت أقدامهم، أو فاجعة من فواجع الدهر قد دارت عليهم دائرتها فأثكلتهم ذخائر نفوسهم، وجواهر عقولهم، وأقامت