ما كان أساسه الحب فهو طاهر شريف، وإن كان في أعين الناس عيبا وعارا، وقالت: ما الخيانة ولا الجريمة ولا الغش ولا الخداع إلا أن تعاشر المرأة زوجا تكرهه معاشرتها من تحبه فيفترشها الأول كما يفترشها الثاني؛ لأنها لا تكون في حكم العقل ولا في نظر العدل زوجا له ما دامت لا تحبه ولا تألف عشرته، وقالت: لو أدرك الناس أسرار الديانات وأغراضها لعرفوا أنها متفقة في هذه المسألة مع الشرائع الطبيعية, وأنها ربما تعد المرأة في بيت زوجها زانية، وفي بيت عشيقها طارهة، إذا كانت تكره الأول وتحب الثاني.
هذا ملخص القصة على طولها وأحسبها قصة موضوعة على نحو ما يضع الكتاب القصص الخيالية لنشر رأي من الآراء أو تأييد مذهب من المذاهب؛ لأن الكاتب أعذر[1] تلك الفتاة فيما فعلت, واقتنع بصحة أقوالها وصحة مذهبها وأعداها على زوجها[2] وحكم لها عليه.
وسواء أكانت القصة حقيقية أم خيالية فالحق أقول: إن الكاتب أخطأ في وضعها, وما كنت أحسب إلا أن مذهب [1] أعذرها قبل عذرها. [2] أعداها عليه انتصف لها منه.