الغرفة التي سميتها "غرفة الأحزان" حتى أعيش فيها عيشتها ثم أموت موتها.
وها أنذا أموت اليوم راضيا مسرورا فقد حدثني قلبي أن الله قد غفر لي سيئاتي بما قاسيت من العناء، وكابدت من الشقاء.
وما وصل من حديثه إلى هذا الحد حتى انعقد لسانه واصفر وجهه وسقط على فراشه فأسلم الروح وهو يقول: ابنتي يا صديقي. فلبثت بجانبه ساعة قضيت فيها ما يجب على الصديق لصديقه, ثم كتبت إلى أصدقائه ومعارفه فحضروا تشييع جنازته وما رئي مثل اليوم أكثر باكية وباكيا.
ولما حثونا الترب فوق ضريحه ... جزعنا ولكن أي ساعة مجزع
ويعلم الله أني لأكتب قصته ولا أملك نفسي من البكاء والنشيج ولا أنسى ما حييت نداءه لي وهو يودع نسمات الحياة وقوله: "ابنتي يا صديقي".
فيا أقوياء القلوب من الرجال، رفقا بضعفاء النفوس من النساء، إنكم لا تعلمون حيت تخدعونهن عن شرفهن وعفتهن أي قلب تفجعون، وأي دم تسفكون.