فقال ما سمعتها منك قبل اليوم، قلت خدعني عنك الناس بعد ما شددت راحلتي إليك، وكنت رجلا أحب الشراب وخفتك عليه أن تفرَّق بيني وبينه، فشفع لي فدخلت الجنة على ألا أذوق فيها الخمر فقنعت بالرضاب، عن الشراب، وبماء الثغر المنضود، عن ماء العنقود، ورأيت بجانبه شابًا ريق الشباب فسألت عنه، فقيل لي زهير بن أبي سلمة فما كدت أصدق أنه القائل:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
فقلت: له بم غفر الله لك؟ فقال: كنت في جاهليتي أترقب مبعث محمد، وأتمنى البقاء حتى أراه فحال بيني وبينه الموت، فأوصيت به ابني كعبا وبجيرا، وكنت أومن بالحساب فما نفعني شيء ما نفعني قولي:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب ويدخر ... ليوم الحساب أو يقدم فينقم
وإلى جانب زهير عبيد الأبرص، فسألته عن مصير أمره