نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 89
وكانوا يدعون الرهبان بالحبساء. و"الحبيس" في المعاجم المحبوس في سبيل الله أي المفرز لذلك فيقولون حبيس الله.
وكذلك دعوا الرهبان "بالحنفاء". وقد مرّ لنا كلام في الحنيف في القسم الأول من كتابنا "ص119" حيث أثبتنا أنّ الحنيف جاءت بمعنى الراهب. كفى شاهداً على ذلك قول صخر الغيّ:
كأنّ تواليهُ بالملا ... نصارى يساقون لاقوا حنيفا
ومن أسماء الراهب عند العرب "الدّيرانيّ" قالوا إنه صاحب الدّير نسبة إليه على شذوذ والصواب أنه من السريانيّة"كلمة سريانية". ومنها أيضاً "الربيط" قال الزجاجيّ: هو الراهب. وفي التاج: "الربيط الراهب والزاهد والحكيم الذي ظلف أي ربط نفسه عن الدنيا أي سدّها ومنعها". ومنها "الجلاذيّ" و"الجلذي" قال في التاج هو خادم البيعة والراهب والجمع الجلاذي بفتح الأوّل وقد ورد في الشعر القديم قال تميم بن مقبل:
صوتُ النواقيس فيهِ ما يفرّطهُ ... أيدي الجلاذيّ جونٌ ما يعفّينا
كأنّ أصواتها من حيث تسمعها ... صوت المحارث يخلجن المحارينا
وروي في البيت الأوّل: "الجلاذي وجون ما يغفّينا" والثاني: "صوت المحابض ينزعن المحارينا".
ومن أسماء الراهب أيضاً "النّهاميّ" جاء في المخصّص لابن سيّده: "النهاميّ في قول ابن الأعرابيّ لأنه أي يدعو. ومن المحتمل أنّها مستعارة من السريانيّة "كلمة سريانية" أي الباكي والزاهدكما قال قالوا الأبيل. أو هي مشتقّة من الحبشيّة كما ارتاى العلاّمة نولدك وجاءت اللفظة في الشعر القديم قال الأسود بن يعفر: وقالوا شريسٌ قلت يكفي شريسكم=سنانٌ كنبراس النّهامي مفتّقُ
نمتهُ العصا ثمَّ استمرَّ كأنّهُ ... شهابٌ بكفيّ فارسٍ يتحرّقُ
وقد رأيت أنّهم دعوا الراهب "بالأشعث" لتشعّث لمتّه قال الشاعر:
وأشعثَ عنوانٌ بهِ من سجودهِ ... كركبةِ عنزٍ من عنوزِ بني نصرِ
وقال صخر الغيّ:
شيخاً من الشّعثِ رأسهُ لبدُ
وقد سمّوا الراهب "المقدّس" إذا زار بيت المقدس كما قال امرؤ القيس يصف ثوراً أدركته الكلاب فقطّعت جلده:
فأدركنهُ يأخذنُ بالساقِ والنسّا ... كما شبرقَ الولدانُ ثوبَ المقدسِ
قال في اللسان: شبرق جلده أي قطّعه. يقول قطّعه الكلاب كما شبرق ولدان النصارى الراهب الذي يجئ من بيت المقدس فقطّعوا ثيابه تبّركاً وكانوا يتبّركون به وبمسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوط منه حتى يتمزّق ثوبه وقيل المقدّس الحبر".
ومن أسماء الراهب عندهم "المتعبّد" قال ابن سيّده: "هو المنقطع في الصومعة" وقد مرّ في الشعر. وقد ابتنوا من الراهب اسماً فقالوا "الرهبانيّة" ومنه ما ورد في سورة الحديد (ع 27) : "وَقَفّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاّ ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ اللهِ ".
وكما ذكروا الراهب ذكروا "الراهبة" وجمعوها الرواهب. قال امرؤ القيس:
فآنستُ سرباً من بعيدٍ كأنّهُ ... رواهبُ عيدٍ في ملاءٍ مهّّبِ
ودعوا الراهبة أيضاً "بالدّيرانيّة" وردت اللفظة في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبةوفي معجم البكريّ. ودعوا الرواهب أيضاً "بالعذارى" ومنه عدّة أديرة وصفها العرب وسمّوها أديرة العذارى ومنه صوم العذارى "للعذارى النصرانيّات من العرب شكراً لله حيث انتصرت العرب من العجم يوم ذي قار".وعلى ظننا أن "الحوريّات" أرادوا بها أيضاً العذارى الرواهب قال مسهر اليشكري:
فقلْ للحوريّات يبكينَ غيرنا ... ولا تبكيّنا إل الكلابُ النوابحُ
ويلحق باسم الراهب "المحرّر والنّذيرة" ورد ذكرهما في المخصّص في باب الهبانيّة ونحوها قال: "هما الابن أو الابنة يجعله أبواه قيّماً وخادماً للكنيسة وانّما كان يفعل ذلك بنو إسرائيل كان ربّما ولد لأحدهم ولد فحرره أي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لايستطيع تركها". وقد وردت لفظة المحرّر في القرآن عن لسان والدة العذراء مريم فقال:" إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرّراً ". والنذيرة من العبرانية (كلمة سريانية) أي المنذور للربّ.
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 89