نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 87
صبَّحن تُوماء والناقوس يقرَعُهُ ... قسُّ النصارى حراجيجاً بنا تَجِفُ
قالوا تُوماء من أعمال دمشق. ورواية معجم المستعجم للبكري: ثرماءَ. قال ثرماء ماء لكندة. وروى في لسان العرب: "صبَّحن تَيْماءَ".ومن الشواهد في القسّ قول الراجز:
لو عرضَتْ لأَيبليّ قسِّ ... أَشعَثَ في هيكلهِ مندسِّ
حنَّ إليها كحنين الطَّسِّ
ومنه اسم قسّ بن ساعدة خطيب العرب وأسقف نجران. وممّا ورد في القسِّيس قول عبد الله بن زبير لحجّاربن أبجر العجليّ يقرِّعُه في نصرانيّته:
وعندكَ قسّيس النصارى وصُلبُها ... وغانيةٌ صَهباءُ مثل جنى النّحل
وجمعوه على قساقسة. قال أمية بن أبي الصلت:
لو كان مُنْفلتٌ كانت قَسَاقِسةٌ ... يحييهمِ الله في أيديهم الزُّبُر
والاسم من القسِّ (القسِّيسيَّة والقُسُوسة) وفي الحديث "لا يغيّرقسّيس من قسّيسيَّته" واللفظة مشتقّة من السريانيَّة (كلمة سريانية) وبنى منها العربفعل قسّس ودون القسّ (الشمَّاس) عرَّفه ابن سِيده في المخصّص بقوله: "من رؤوس النصارى يحلق وسط رأسهِ ويلزم البيعة".واللفظة سريانية (كلمة سريانية) أي خادم البيعة. وقد تسمى بعض العرببالسماس كما ورد في الاشتقاق لابن دريد وفي حماسة أبي تمّام. وجمعها خَلَفُ بن خليفة والشعراء لابن قتيبة على شماميس فقال:
كأنَّا شماميسُ في بيعةٍ ... تُقَسِّسُ في بعض عيدانها
وجمعها البحتري على شمامِسُ حيث قال:
بين شمامسٍ وقسوسِ
ومن الألفاظ التي وردت في المعاجم لرتب النصارى الواقف والوافه والواهف. (فالواقف) على ما ورد في لسان العرب والقاموس والتاج خادم البيعة مشتقّة من وَقَف النصرانيُّ وقِّيفي إذا خدم البيعة ونقل في التاج الحديث في كتاب محمِّد لأهل نجران "ان لا يغيّر واقفٌ نت وقِّيفاه" (قال) :"الواقف خادم البيعة لأنهُ وقف نفسهُ على خدمتها" وروى ابن سعد "من وقفانيّته".و (الوافه) قد عرّفوهُ "بقيِّم البيعة التي فيها صليب النصارى بلغة أهل الجزيرة".والوفاهة كالوفهيَّة والواقه بالقاف كالوافه وروى الحديث أيضاً:"ولا واقه من وقاهيَّتهِ".ومثلهما (الواهف) قال في التاج: "الواهف سادن البيعة التي فيها صليبُهم وقيّمها كالوافه وعمَلُها الوِهَافة بالكسر والفتح والوهفيَّة والهَفيَّة. وقد وَهَفَ يَهِفُ وَهْفاً وَوهافَةً".وقال ابن دريد في المخصّص: "الوافه مقلوب عن الواهف" ومثل الوافه (السَّاعور) شرحها في التاج:"مقدّم النصارى في معرفة علم الطبّ وأدواتهِ وأصلهُ بالسريانيّة ساعورا ومعناهُ متفقِّد المرضى".والساعور (كامة سريانية) في عهدنا تُقال في الجزيرة لقيّم البيعة وفي مصطلح السريان يُراد بها المدبّر والزائر مطلقاً.
وأكثر ما تعدَّد عند العرب من المفردات النصرانيَّة الألفاظ الدالَّة على الرُّهبان ومساكنهم. فمنها (الأَبيل) التي مرَّ ذكرها ومعناها الزاهد والراهب. وقد ذكرنا أصاها السريانيّ. ومن غريب التأويل ما ذكره في التاج: "الأبيل الراهب سُمّي به لِتَأبُّلهِ عن النساء وتَرْك غشيانهنّ قال عديّ بن يزيد:
إنّني والله فاقْبَلْ حِلْفتي ... بأبيلٍ كلَّما صلَّى جأَرْ
وقال ابن دريد: هو ضارب الناقوس وأنشد:
"وما صكّ ناقوسَ الصلاةِ ابيلها"
ومثل الأبيل (الأَيْبَلِيّ والأَيْبُلِيّ والهَيْبُلِيّ) وكلّها بمعنى واحد أي الراهب ولعلّها مقلوبة عن الابيل. قال الاعشى:
وَمَا أَيْبُلِيٌّ على هيكلٍ ... بناهُ وصلَّب فيه وصارا
وأشهر من الابيل والايبليّ (الرّاهب) فأكثرَ من ذكرهِ شعراء العرب قال الأعشى يحلف بمسوح الرهبان والكعبة:
حلفتُ بثَوْبَيْ راهب الدير والتي ... بناها قصيٌّ والمُضَاضُ بن جُرْهُمِ
أراد بثوبيهِ مسحَيْهِ كما قال جرير:
لا وَصْل إذ صرمَت هندٌ ولو وقفَت ... لاستفتَنَتْني وذا المسحَيْنِ في القُوسِ
وروى البكري في معجم ما استعجم بيت الاعشى: "بثوبَيْ راهب الطور" وروى أيضاً "وثوبَيْ راهب اللُّجِّ" وأردف البكري قائلاً: "قيل أنه أراد المسيح عليه السلام بقوله راهب اللّجِّ ... والتي بناها قصيّ يعني مكَّة" وكان رهبان جزيرة العرب يسكنون في التلال وأعالي الجبال كما يشهد عليه بيت أنشدهُ ابن الاعرابيّ:
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 87