نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 70
هذا وممّ ينفي كلّ شك في ما نقوله أنّ الكتابتين العربيتين اللتين وجدتا حتى اليوم من عهد الجاهليّة هما لقوم من النصارى. فأقدمهما الكتابة التي رسمنا صورتها في القسم الأوّل الباب التاسع"ص103-104" وهي الكتابة المكتشفة في زُبَد في جوار الفرات يرقى عهدها إلى السنة 512 للمسيح أي قبل الهجرة بمئة وعشرسنين وهي في ثلاث لغات أي اليونانيّة والسريانيّة والعربيّة تصرح بأن المشهد الذي أقيم هناك إنما شيّد تذكاراً للقديس سرجيوس الشهيد وفي أوّلها الاسم الكريم أو دعاء له تعالى.
والأثر الثاني وجد في حرّان من أعمال بلاد حوران مكتوباً باليونلنيّة والعربيّة تاريخه 54 قبل الهجرة أي السنة 463 لبصرى و568 للمسيح ورد فيه أنّ هناك"مرطول""Martyrium" أي مشهد لتذكار القديس يوحنّا المعمدان هذا أوّله بالعربيّة أنا شرحبل بر"بن" طلمو"ظالم" بنيت ذا المرطول سنة 463 ...
وقد رسمنا مع هذه الكتابة كتابتين أخريين عربيتين الواحدة بالحرف النبطي وجدها في نمارة في الصفا الرحالّة الفرنسي رينه دوسو وهي مكتوبة على ضريحة أحد ملوك الحيرة يدعى امرءَ القيس بن عمرو تاريخ وفاته 7 كسلول من السنة 223 لبصرى الموافق لسبعة كانون الأول من السنة 328 للمسيح. والأخرى عن صفيحة قرآن كتبت على الرق من القرن الثالث للهجرة وهي خاصّة مكتبتنا الشرقيّة.
فكلّ هذه الحجج والبيّنات دعت بالعلماء المستشرقين إلى أن ينسبوا العربيّة أو على الأقلّ انتشارها بين العرب إلى النصارى وأوّلهم إمامهم دي ساسي"de Sacy" الذي كتب في هذا الصدد مقالة واسعة أثبت فيها استعارة العرب فنّ الكتابة من نصارى العراق وما بين النهرين قال في المجلّة الآسيويّة مشيراً إليها:
جدول أقدم الكتابات العربية
1 كتابة عربية بخط نبطي تاريخها سنة 223لبصرى 328للمسيح وجدها في نمارة من أعمال حوران المستشرق دوسو (كتابة سريانية) صورة الكتابة مأخوذة عن الحجر (كتابة سريانية) رسم الكتابة بالخطّ تي نفس أمرء القيس بر ملك العرب كله ذو أسر التاج وملك الأسدين وترارو وملوكهم وهرّب محجو عكدى وجاء بزجايفي حبج نجران مدينت شمر وملك معدو وبيّن بنيه الشعوب ووكلّهن فارسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه عكدي هلك سنة223يوم بكسلول بالسعد ذو ولده رسم الكتابة بخط عربيّ "نقلاً عن كتاب دوسو".
صورة القلم الحميري "كتابة سريانية" صور ونصب سعداوم دمدمرم 2 كتابة زبد في ثلث لغات يونانيّة وسريانيّة وعربيّة على مشهد أقيم ذكراّ لمار سرجيوس تاريخها 823 للاسكندر 512 للمسيح اطلب صورها في القسم الأول"ص4".
3 كتابة عربيّة يونانيّة وجدت في حرّان من أعمال حوران تاريخها سنة 463 لبصرى و568 للمسيح.
"كتابة سريانية" 4 مثال خطّ عربي نسخيّ على البرديّ تاريخه 24 للهجرة "646 م".
"كتابة سريانية" 5 قطعة من سورة البقرة عن رقّ من القرن الثالث للهجرة في مكتبتنا الشرقية.
"كتابة سريانية" ودونك رسمها بالحرف الإسطرنجليّ للمقابلة بين الخطّين.
"كتابة سريانية" وكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق.
"كتابة سريانية" يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق.
"كتابة سريانية" حذر الموت والله محيط بالكفرين "كذا" ويكاد البرق ...
وقال الأثري الشهير فيليب برجه في كتابه عن أصول الكتابة: "إنّ الكتابة العربيّة وجدت قبل محمّد وانت نصرانيّة قبل أن تتحول إلى إسلاميّة".
ومثلهما المستشرق العلاّمة ولهوزن أكد بأن الكتابة العربيّة شاعت أوّلاً بين النصارى ولا سيما العباديين في الحيرة فقال: "كتابة فرنسية" ويوافق هؤلاء الكتبة الدكتور الألماني روثستين والأستاذ المجري الشهير غولدسير.
فهذه الشواهد كافية لتثبت حقيقة قولنابأنّ الفضل الكبير في تعليم العربيّة للمسلمين يرجع لنصارى العرب وإن لم ننكر أن لليهود أيضاًحصّة في ذلك لا سيما في المدينة كما ذكر البلاذريّ. وكذلك رووا أنّ بعض العرب كتبوا في الجاهليّة بالعبرانيّة إلا أنّ عبرانيّة ذلك العهد هي الآراميّة أو السريانيّة كقول صاحب الأغاني عن ورقة بن نوفل "أنّه كان يكتب بالعبرانيّة من الإنجيل ما شاء" والله أعلم.
الفصل الثاني
الألفاظ النصرانية في لغة عرب الجاهليّة
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 70