نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 200
6 في شعره من مقتبسات الكتب المقدسة ما تفرد به كعدي بن زيد. فإن له أوصافاً عديدة للأحداث الكتابية وللعقائد الدينية كوصفه الجميل للعزة الإلهية والملائكة والدينونة والحجيم والنعيم وبشارة العذراء ومولد المسيح العجيب ما يدل صريحاً على تنصره. على أننا نقر بأن في أخباره اضطراباً لبعد عهد الرواة عن زمانه.
ثالثاً شعراء مضر
لم تنتشر النصرانية في مضر بن نزار وقبائله انتشارها في قبائل أخويه ربيعة وإياد على أننا وجدنا أيضاً عدة آثار تنبئ بدخول النصرانية في أحياء كثيرة منها كبني عقيل الذين غلبت عليهم النصرانية وبني تميم وعبس وذبيان وقيس عيلان وناجية.
وقد أوردنا على ذلك شواهد في ما سبق في باب القبائل المتنصرة وذكرنا بعض الأديرة المشيدة بينها.
1 بنو تميم
روينا أخبار وأشعار خمسة منهم أعني: 1 عدي بن زيد (شعراء النصرانية ص439 474) .
2 الأسود بن يعفر (شعراء النصرانية 475 485) .
3 سلامة بن جندل (شعراء النصرانية 486 491) .
4 أوس بن حجر (شعراء النصرانية 492 497) .
5 علقمة الفحل (شعراء النصرانية 498 509) .
عدي بن زيد بإقرار كل الكتبة كان نصرانياً من أسرة نصرانية في خدمة ملك نصراني من ملوك الحيرة. وفي شعره من الآثار الدينية ما لم يرو عن غيره إلا عن أمية بن أبي الصلت. ففيه روايات من الأسفار المقدسة.. وقد حلف بالبشر أي القربان وبالصليب. وفي أخباره ذكر دخوله الكنائس إلى غير ذلك.
وكان الأسود بن يعفر التميمي من سادة قومه ونادم النعمان كعدي بن زيد وعاش بين نصارى الحيرة وكانت بنو عجل النصارى أخو إله.
وكذلك سلامة بن جندل الذي نشرنا ديوانه سنة 1910 فإنه كالأسود بن يعفر عاش في جهات الحيرة التي كانت عمت النصرانية كل أنحائها وعاشرا قوماً من النصارى كتغلب والعباديين وفي شعره تلميح إليهم. ولا أثر لكليهما في قصائدهما إلى شيء من الشرك وعلى خلاف ذلك. وردت في شعر سلامة تشابيه وإشارات نصرانية كذكره لداود النبي بمخطوطات النصارى المنمقة وبملابس العباديين.
وقد جعلنا أيضاً أوس بن حجر في جملة النصارى وهو أحد الذين أطلقهم من الأسر بسطام بن قيس رئيس شيبان النصراني بعد ظفره بتميم فمدحه أوس لكرمه. ومن تشابيهه النصرانية قوله يشبه لميع رمحه بمصباح رئيس النصارى يوم عيد الفصح:
عليهِ كمصباح العزيز يشبُّهُ ... لفصحٍ ويحشوهُ الذُّبال المفتَّلا
وعلقمة بن عبدة التميمي كان مداحاً لملوك غسان النصارى وله محاضرات مع امرئ القيس والزبرقان بن بدر الشاعرين النصرانيين. وفي شعره إشارة إلى كأس قربان النصارى ومفعولها الصالح دون الأذى بشاربها قال في وصفها:
كأسُ عزيزٍ من الأعتابِ عتَّقها ... لبعض أحيانها حانيَّةٌ حومُ
تشفى الصداعَ لا يؤذيك صالبها ... ولا يخالطها في الرأس تدويم
قال الشارح: "العزيز كبير النصارى وقوله "لبعض أحيانها" أي أعدها لفصح أو لعيد".
2 عبس وذبيان
عبس وذبيان أبوهما بغيض بن غطفان يتصلان به إلى الياس بن مضر بن نزار وقد وقعت بينهما حروب كما جرت بين بكر وتغلب وقد نوهنا بولوج النصرانية في أحيائهما (ص134) وقد ذكرنا من عبس أربعة شعراء: 1 الربيع بن زياد (شعراء النصرانية ص787 793) .
2 عنترة بن شداد (شعراء النصرانية 794 8829) .
3 عروة بن الورد (شعراء النصرانية 883 916) .
4 قيس بن زهير (شعراء النصرانية 917 932) .
ومن ذبيان أوردنا ترجمتي وقصائد شاعرين وهما: 1 النابغة الذبياني (شعراء النصرانية 640 732) .
2 الحصين بن الحمام (شعراء النصرانية 733 745) .
الربيع بن زياد أحد أعيان بني عبس كان من ندماء النعمان بن المنذر ملك الحيرة مع سرجون بن توفيل وغيره من النصارى كما روى صاحب الأغاني وفي ذلك دليل على أنه يدين بدينهم وفي أخباره أدلة على توحيد وكرم أخلاقه.
أما عنترة فكانت أمه حبشية والحبش نصارى كما هو معلوم. وفي شعره الصحيح والمصنوع آثار عديدة دالة على توحيده وآدابه ودينه. وفي ذلك ما يدل على نصرانيته لأن التوحيد قبل محمد لم يشع في جزيرة العرب ألا بفضل النصرانية. وزد على ذلك أنه كان في خدمة الملك زهير وابنه قيس النصرانيين.
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 200