نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 130
ومن أمثالهم في الطيور ما قالوه في منعة العقاب وسرعة طيرانه وحدة بصره وفي عمر النسر وفي ألفة الحمام ونهم الجراد: "أعز من عقاب الجو" (م1: 437) وأبصر من عقاب ملاع (م1: 100) وأعمر من نسر (م1: 434) وآلف من حمام (م1: 75) وأجرد من الجراد (م1: 167) وكذلك ور في الكتب المنزلبة عن منعة النسر قول أيوب (39: 27) ، "أبأمرك يحلق النسر ويجعل وكره في العلاء مسكنة الصخر وفيه مبيته وعلى أنف الصخر معلقه من هناك يبحث عن قوته وعينه تنظران من بعيد".
وقال داود في رثائه لشاول وليوناتان (م ملوك 1: 23) "أسرع من النسور وأشد من الأسود" وقال السيد المسيح ممثلاً بوداعة الحمام (متى10: 16) "كونوا ودعاء كالحمام"، ثم في تثنية الاشتراع (28: 39) يتهدد الرب شعبه "بالجرد القارض".
وقد قالوا في الحية والأفعى: "أظلمك من حية وأظلم من أفعى" (م1: 391) وأعدى من الحية (م2: 429) ومثل هذا في سفر أيوب يصفق المنافق (20: 16) : "يرضع سم الأصلال فقتله لسان الأفعى" وفي الكتب المقدسة آيات كثيرة تشير إلى خبث الحية وسمها القاتل وفي الإنجيل لكريم (متى 1: 16) "كونوا حكماء كالحيات" قال ذلك لأن الحية تحرص على رأسها لئلا تصاب بأذى فتصونه دون جمسها، ولعل العرب أرادوا أيضاً ذلك بقولهم "أعدى من الحية" يريدون العدو أي السرعة لتسرعها إلى حجرها لتنجو من العدو، وهكذا شرحها الدميري في حياة الحيوان (1: 320) بخلاف الميداني الذي اشتقها من العداوة والظلم، وقد روى ابن قتيبة هذا المثل في عيون الأخبار (ed.Brockelmann,p.459) على صورة أخرى فقال: "احلم من حية" ثم روى (ص460) كلام الإنجيل هكذا: "أن المسيح (عم) قال للحواريين: كونوا حكماء كالحيات وبلهاً كالحمام".
2 ومن أمثال العرب الدالة على اختلاطم بأهل الكتاب وعلى الأخص بالنصارى ما رووه منسوباً إلى الأنبياء أولى مشاهير رجال العهد القديم والجديد وقد جاء أشياء كثيرة من ذلك في كتاب الأمثال للميداني (م) وقد صنف أبو منصور الثعالبي كتاباً جليلاً في هذا المعنى دعاه "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب" في مكتبتنا الشرقية منه نسخة حسنة وقد طبع في مصر طبعاً سقيماً سنة 1326 نشير إليه في يبحر (مض) ونتبع زمن التاريخ مباشرة بآدم.
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 130