نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 122
وعشيَّ أنسئ للسرور وقد بدا ... من دون قرص الشمس مايتوقعُ
سقطتُ ولم تملك يمينك ردّها ... فوردت ياموسى لو أنك يوشعُ
وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب (طبعة باريس 1: 98) أبياتاً لشاعر جاهلي اسمه عوف بن سعد الجرهمي يذكر فيها حرب يشوع للعمالقة وقتله لملكهم ملك أيلة الذي دعاه السميدع بن هوبر فقال:
ألم ترَ أنَّ العملقي بن هوبرٍ ... بأيلةَ أمس لحمهُ قد تمزعا
تداعت عليه من يهود جحافلٌ ... ثمانين ألفاً حاسرينَ ودرَّعا
فأمست عدادٌ للعماليق بعدهُُ ... على الأرض مشياً مصعدين وفرعاً
كأن لم يكونوا بين أجبال مكةٍ ... ولم ير راءٍ قبل ذاك سميدعا
ثم ذكروا أول ملك بني إسرائيل المسمى شاؤل وهم يدعونه طاولت قال السموءل (ديوانه ص12) :
وانفلاقُ الأمواج طورين عن مو ... سى وبعدُ المملك الطالوت
وذكره صاحب القرآن في سورة البقرة (2484: (إِنّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً) 12 (داؤود الملك) تكرر اسمه في الشعر الجاهلي. ولم يكد الشعراء يذكرون من أمره غير وضعه للزبون وسرده للدروع. إلا أن السموءل أشار إلى قتله جليات وهو يدعوه جالوت قال (ديوانه ص13) :
ومصاب الأفريس حين عصى ... الله واذ صاب حينه الجالوت
وفي القرآن (2: 252) : "وقتل داؤد جالوت".
وقد ذكره عبيد بن الأبرص (خزانة الأدب 1: 323) بياناً لطول عمرع:
وطلبت ذا القرنين حتى فاتني ... ركضاً وكدت أن أرى داؤوداً
وقال الأعشى يذكر حوادث الدهر (حماسة البحتري ص90) :
ومرٌّ الليالي كلَّ وقتٍ وساعةٍ ... يزعزعنَ ملكاً أو يباعدنَ دانيا
وردن على داؤود حتى أبدنهُ ... وكان يغادي العيشَ اخضر صافياً
وقد أكثروا من ذكر داؤود ونسجه للدروع ولانعلم على أي نص استندوا في اثبات ذلك قال طرفة (شعراء النصرانية 309 وديوانه ص58 ed. Seligson) :
وهم ما همْ إذا ما لبسوا ... نسجَ داؤود لبأسٍ محتضرْ
وقال حصين بن الحمام المري (حماسة أبي تمام ص189) يصف كتاباً كان يقودها عمرو بن هند ملك الحيرة الملقب بالمحوّق:
عليهنَّ فتيانٌ كساهم محرقٌ ... وكان إذا يكسو أجادَ وأكرما
صفائحَ بصرى أخلصتها قيونها ... ومطرداً من نسج داؤود مبهما
وكذلك جاء في حماسة أبي تمام (ص284) لحسيل بن سجيع الضبي في وصف الدرع:
وبيضاء ابن داؤود نثرةٍ ... تخيرتها يوم اللقاءِ ملابسا
ومثله للبيد (حماسة البحتري ص84 وديوانه طبعه الخالدي 83) في كوارث الزمان:
وتزعن من داؤود أحسن صنعه ... ولقد يكون بقوَّة ونعيم
صنع الحديد لحفظه أسراره ... لينل طول العيش غير مرومِ
ومثلهم قال الأعشى (شعراء النصرانية 388) : وأعددتُ للعرب أوزارها=رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً
ومن نسج داوود يحدى بها ... على أثر العيس عيراً فعيرا
وكذا لسلامة وبن جندل (الأصمعيات ص51) في وصف درع:
مداخلة من نسج داوود شكها ... كحب الجنا من أبلمٍ متفرق
وله أيضاً (راجع طبعتنا لديوانه ص14) :
لبسوا من الماذي كلَّ مفاضة ... كالنهي يوم رياحه الرَّقراق
من نسج داوود وآل محرقٍ=غالٍ غرائبهن في الآفاق أمَّا زبور داوود فقد مر لنا ما ورد لفيه من شعر العرب (راجع ما سبق ص184) : "سليمان الحكيم" أطنب شعراء الجاهلية في حكمة سليمان وسمو سلطانه وأبنيته العجيبة التي ذكرها الكتاب الكريم في سفر الملوك الثالث وأخبار الأيام الثاني ويزيد العرب أن سليمان كان يقعر الحيان ويسخر الجنَّ للقيام بأعمال الجبارية، فمن ذلك قول النابغة من قصيدة مدح فيها النعمان فجعله لآثار سليمان في تسخيره الجن لبناء تدمر (ديوانه في العقد الثمين ص7 وشعراء النصرانية) :
ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحدِ
ألاَّ سليمان إذ قال الإله له ... قم في البرية فاحددها عن الفند
وخيس الجنَّ قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصَّفاح والعمد
فمن أطاعك انفعه بطاعته ... كما أطاعك وادلله على الرَّشد
ومن عصاك فعاقبه معاقبةً ... تنهى الظَّلوم ولا تقعد على ضمد
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 122