responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 67
ب- خفي يحتاج في فهمه إلى تأمل ونظر. مثاله ما روي: أن فاطمة بنت الخرشب[1] الأنمارية سئلت عن بنيها الأربعة: أيهم أفضل؟ فقالت: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها, تريد أن تقول: هم في تناسبهم في الشرف والشجاعة وعدم تفاوتهم فيهما، بحيث يمتنع تفضيل أحدهم على الآخر, كالحلقة المتصلة الجوانب فإن أجزاءها متناسبة في الصورة، يمتنع تعيين بعضها طرفًا وبعضها وسطًا, فوجه الشبه إذًا هو "التناسب الكلي الخالي عن التفاوت" وقد أشعر به قولها: "لا يدرى أين طرفاها" إلا أنه في المشبه تناسب في الشرف، وفي المشبه به تناسب في صورة الأجزاء وهو "كما ترى" خفي دقيق، فوق متناول مدارك العامة, ولا يدركه إلا من ارتفع منهم إلى طبقة الخاصة.
تنبيه:
من هذا المثال السابق يتضح: أن التشبيه المجمل لا يخرجه عن إجماله أن يذكر لأحد الطرفين, أو لكليهما وصف مشعر بوجه الشبه.
فمثال ما ذكر فيه وصف المشبه به دون المشبه قول فاطمة المتقدم، فإن قولها: "لا يدرى أين طرفاها" وصف للمشبه به، مشعر بوجه الشبه الذي هو "التناسب الكلي" إذ يفهم من عدم دراية الطرفين معنى التناسب في الأجزاء. ومثله قول زياد الأعجم:
فإنا وما تلقي لنا أن هجوتنا ... لكالبحر مهما تلق في البحر يغرق2

[1] بضم الخاء والشين, وسبب هذا القول أنها سئلت عن بنيها الأربعة الذين رُزِقتهم من زوجها وهم: ربيع الكامل، وعمارة الوهاب، وقيس الحفاظ. وأنس الفوارس, سئلت: أيهم أفضل؟ فقالت: عمارة, ثم بدا لها غير هذا فقالت: لا بل فلان, ثم بدا لها غير ذلك فقالت: لا، ثم قالت: ثكلتهم إن علمت أيهم أفضل، هم كالحلقة ... إلخ. وقيل: إنه من قول كعب الأشعري في وصف بني المهلب للحجاج, حين قال له: كيف تركت الناس؟ فقال كعب: تركتهم بخير، أدركوا ما أملوا, وأمنوا مما خافوا, فقال الحجاج: فكيف بنو المهلب فيهم؟ فقال: هم حماة السرح نهارًا, فإذا أليلوا ففرسان البيات؛ فقال الحجاج: فأيهم كان أنجد, أي أشجع؟ فقال: هم كالحلقة المفرغة, لا يدري أين طرفاها.
2 أن هجوتنا بفتح همزة "أن" وهو مصدر مؤول من أن والفعل مجرور بحرف جر مقدر, والتقدير: يهجائك.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست