responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 65
مع معاناة الكد في تحمله[1].
وغير التمثيل: ما لم يكن الوجه فيه هيئة منتزعة من متعدد, بأن كان أمرًا واحدًا أو متعددًا. "فالأول كحسن النغم" في تشبيه صوت حسن بتغريد البلابل، و"كالمضاء" في تشبيه العزيمة بالسيف، و"كالإشراق" في تشبيه الحجة الواضحة بالشمس، ونحو ذلك مما يكون وجه الشبه فيه شيئًا واحدًا، لا تركيب فيه. والثاني كما في تشبيه فاكهة بأخرى في الطعم، والرائحة، واللون، فإن وجه الشبه كل واحد من هذه الثلاثة, لا الهيئة المركبة منها على ما سبق بيانه.
تنبيه:
ما تقدم في تشبيه التمثيل هو مذهب جمهور البيانيين, فهم "كما عرفت" لا يفرقون فيه بين الحسي والعقلي, فالمدار فيه عندهم على أن يكون هيئة مركبة من عدة أمور، حسية كانت أو عقلية.
وللسكاكي فيه مذهب, وهو أن تشبيه التمثيل عنده خاص بالمركب العقلي كما في تشبيه "المستجير بعمرو عند كربته" في البيت السابق, وكما في تشبيه حال اليهود بحال الحمار في الآية الكريمة؛ وحينئذ يكون تشبيه التمثيل عنده أخص منه عند الجمهور, فمثل قول الشاعر المتقدم:
"وكأن أجرام النجوم لوامعًا" إلخ, وقول الآخر: "والبدر في كبد السماء كدرهم" إلخ، وغيرهما من كل تشبيه، فيه الوجه هيئة منتزعة من أمور محسوسة. كل ذلك من قبيل تشبيه التمثيل عند الجمهور؛ لأن وجه الشبه هيئة مركبة من عدة أمور كما سبق بيانه, وليس من تشبيه التمثيل عند السكاكي؛ لأن وجه الشبه فيها ليس عقليًّا أي: ليس مركبًا من أمور عقلية, كما هو الشرط عنده في تشبيه التمثيل.
أما نحو التشبيه في قول الشاعر: والمستجير بعمرو عند كربته "البيت" وفي آية اليهود السابقة فمن تشبيه التمثيل عند الطرفين، أما عند الجمهور فلأن الوجه فيهما هيئة مركبة من عدة أمور وأما عند السكاكى فلأن وجه الشبه فيهما مركب عقلى أهـ.

[1] فقد روعي في الحمار فعل خاص هو الحمل, وأن يكون المحمول أوعية العلوم ومستودع ثمار العقول، وكون الحمار جاهلًا بما فيها مع تكبده مشاق الحمل؛ وروعي مثل ذلك في جانب اليهود وكل هذه الأشياء أمور عقلية.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست