نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 18
وقال أبو تمام:
نعم متاع الدنيا حباك به ... أروع لا جيدر ولا جبس1
فصاحة الكلام 2:
هي أن يبرأ من العيوب الثلاثة الآتية: [1]- تنافر الكلمات.
2- ضعف التأليف.
3- التعقيد بنوعيه.
غير أن سلامة الكلام من هذه العيوب مشروطة بسلامة أجزائه من العيوب السابقة. وإليك بيان العيوب الثلاثة على الترتيب:
تنافر الكلمات: هو وصف في الكلمات مجتمعة، يوجب ثقلها على اللسان, وعسر النطق بها، وإن كان كل كلمة منها على حدة لا ثقل فيها.
والتنافر فيها نوعان كذلك: تنافر شديد، وتنافر خفيف.
فالشديد البالغ الغاية, كقول الشاعر:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر3
"قفر" بالرفع نعت "لمكان" على القطع للضرورة، وقيل: هو نعت "لقبر" ومعنى كونه قفرًا -على هذا القول- قيامه وحده في هذا المكان. والشاهد فيه المصراع الثاني، فإن كلماته متعادية، ينفر بعضها من بعض أشد النفور حتى لا يكاد اللسان ينطق بها مجتمعة. ومثله قول الشاعر:
"في رفع عرش الشرع مثلك يشرع"
فإن اللسان ليتعثر عند النطق به أيما تعثر.
والخفيف كقول أبي تمام يعتذر لممدوحه، ويتبرأ مما نسب إليه:
1 "حباك" أعطاك، و"الأروع" هو الذي يعجبك حسنه, و"الجيدر" بفتح الجيم والدال: القصير، والجبس بكسر فسكون: الجامد الثقيل الروح.
2 يراد بالكلام هنا ما يشمل التام والناقص.
3 زعموا أن هذا البيت لأحد الجان, صاح على حرب بن أمية جد معاوية أمير المؤمنين فمات لوقته، فأنشد الجني هذا البيت، والواقع أنه لم يعرف قائله.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 18