نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 101
و"الليل" في المثال الثاني إسنادًا مجازيًّا, من إسناد ما هو بمعنى الفاعل إلى غير ما حقه أن يسند إليه.
وكإسناد الفعل إلى ظرف المكان في قولك: جرى النهر برفع "النهر" على الفاعلية، وكان حقه أن يسند إلى الفاعل الحقيقي الذي هو "الماء" فيقال: جرى الماء في النهر, لكنه أسند إلى الظرف الذي هو "النهر" أي: مجرى الماء إسنادًا مجازيًّا للمشابهة بين "النهر والماء" في تعلق الفعل بهما، فتعلقه بالماء من حيث صدوره منه، وتعلقه بالنهر من حيث وقوعه فيه, فالظرف حينئذ مسند إليه مجازي. ومنه قولهم: نهر جارٍ, فقد أسند فيه اسم الفاعل إلى ضمير الظرف وهو "النهر" إسنادًا مجازيًّا من إسناد ما هو بمعنى الفعل إلى غير ما حقه أن يسند إليه.
وكإسناد الفعل إلى السبب في قولك: "بنى الأمير القصر" وكان حقه أن يسند إلى الفاعل الحقيقي الذي هو "العملة" إذ هم البانون حقيقة، فيقال: بنى العملة القصر بأمر الأمير, لكنه أسند إلى السبب الباعث الذي هو "الأمير" إسنادًا مجازيًّا للمشابهة بين "الأمير والعملة" في تعلق الفعل بهما, فتعلقه "بالأمير" من حيث إنه سبب في البناء, وتعلقه "بالعملة" من حيث صدوره منهم, فالأمير إذًا مسند إليه مجازي، ومنه قوله تعالى: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} فقد أسند فيه الفعل إلى ضمير {هَامَانُ} إسنادًا مجازيًّا من إسناد الفعل إلى السبب وهكذا. ومما تقدم تعلم أن:
علاقة المجاز العقلي:
هي مشابهة المسند إليه المجازي للمسند إليه الحقيقي في تعلق الفعل بكل منهما, وإن اختلفت جهة التعلق كما عرفت مما سردناه عليك من الأمثلة.
وقرينة المجاز العقلي:
هي الأمر الصارف عن أن يكون الإسناد على حقيقته؛ لأن المتبادر إلى الفهم عند انتفاء القرينة هو الحقيقة, بمعنى أن ظاهر الكلام بغض النظر عن القرينة يفيد أن الفعل, أو ما في معناه مسند إلى ما حقه أن يسند إليه.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 101