responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 108
ما حيلتي إلا البكاء عليهم ... إن البكاء سلاح كل مصاب
وقال النابغة الجعدي، يرثي أهله، من قصيدة أولها: ألم تسأل الدار الغداة متى هيا
عهدت بها حياً كراماً، كأنهم ... عظام الملوك عزة وتباهيا
لهم مجلس غلب الرقاب مرازب ... بدار الحفاظ أو يعدن الأعاديا
وفتيان صدق غير وخش أشابة ... مكاسب للمال الطريف معاطيا
الوخش: الرديء، والأشابة: الأخلاط.

غدا فتيا دهر، وراحا عليهم ... نهار وليل يلحقان التواليا
فلم يبق من تلك الديار وأهلها ... سرى الليل والأيام إلا مغانيا
مغاني من غالت شعوب فأصبحت ... حلولهم تبكي، وتبكي البواكيا
إذا أتيا حياً كراماً بغبطة ... أناخا بهم حتى يلاقوا الدواهيا
وقال النابغة أيضاً:
لمن الدار كأنضاء الخلل ... عهدها من حقب الدهر الأول
دار قومي قبل أن يدركهم ... عنت الدهر، وعيش ذو خبل
إذ هم من خير حي سوقة ... وطيء الأرض بسهل أو جبل
لغريب قام فيهم سائلاً ... ولجار جنب جاء فحل
يستخفون إلى الداعي بهم ... وإلى الضيف إذا الضيف نزل
هزة النائل فيهم والندى ... وثقال عند أطراف الأسل
ولهم سيما إذا ما رئيت ... بينت ريبة من كان سأل
حسن أجسام وسرو ظاهر ... ورماح وجباب وحلل
وسوام لجب سامره ... طلح ذادته يوم النهل
جعلوه دون أحسابهم ... فوقاهم كل ذم وبخل
سألتني جارتي عن أمتي ... وإذا ما عي ذو اللب سأل
سألتني عن أناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل
طلبوا المجد فلما أدركوا ... لكتاب وانتهى ذاك الأجل
وضع الدهر عليهم بركه ... فأراه لم يغادر غير فل
وأراني طرباً في إثرهم ... طرب الواله أو كالمختبل
أنشد الناس، ولا أنشدهم ... إنما ينشد من كان أضل
وقال النابغة [الجعدي] أيضاً:
وقالت سليمى: أرى رأسه ... كناصية الفرس الأشهب
وذلك من وقعات الزما ... ن، ففيئي إليك ولا تعجبي
أتين على إخوتي سبعة ... وعدن على ربعي الأقرب
الربع: الدار، أراد أهلها، وقال أبو عمرو: ربعه: فخذه من عشيرته.

وسادة رهطي حتى بقي ... ت فرداً كصيصية الأعضب
أصابهم القتل ثم الوفا ... ة، هذ الأشاءة بالمخلب
[الأشاءة] : الفسيلة -[المخلب] : المنجل.

مضوا سلفاً ثم لم يرجعوا ... إلينا، فيالك من موكب!
غيوثاً تنوء على المقتري ... ن إن يكذب الغيث لم تكذب
كراماً لدى الضيف عند الشتا ... ء، والجدب في الزمن الأجدب
إذا أعزب الناس أحلامهم ... أراحوا الحلوم فلم تعزب
وقال أيضاً يرثي قومه:
دار حي كانت لهم زمن التو ... بة لا عزل، ولا أكفال
يريد [بالتوبة] الإسلام.

لا أرى مثلهم ولو قذف الأع ... داء فيهم هواجر الأقوال
من كهول غلب ملاويث قط ... ساعين قد الأسير ذي الأغلال
وهم مهرب الذليل كما يه ... رب من خاف في رؤوس الجبال
هاجروا يطلبون ما وعد الله فبانوا، وجارهم غير قال
فسلام الإله يغدو عليهم ... وفيوء الفردوس ذات الظلال
وقال أبو بلال، مرداس الخارجي، يرثي قتلى من الخوارج:
أبعد ابن وهب ذي النباهة والتقى ... ومن خاض في تلك الحروب المهالكا
أحب بقاء، أو أرجى سلامة ... وقد قتلوا زيد بن حصن ومالكا؟!
فيا رب سلم نيتي وبصيرتي ... وهب لي ألتقي حتى ألاقي أولئكا
وقال أبو الشغب العبسي:
أبعد بني الزهر الغطارفة الألى ... أرجى رجاء أو نوالاً من الدهر؟!
غطارفة زهر مضوا لسبيلهم ... ألهفي على تلك الغطارفة الزهر
لهم ذكر يعتدن قلبي، كأنما ... يلدغنه بين الجوانح بالجمر
يذكرنيهم كل خير رأيته ... وشر فما أنفك منهم على ذكر
سقى الله أجساداً ورائي تركتها ... بحافة قنسرين من سبل القطر
(أظنها حاضر قنسرين) :
ثووا لا يريدون الرواح وغالهم ... من الموت أسباب جرين على قدر

نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست