responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 46
د- المقال في القرن التاسع عشر:
حفل هذا القرن في المجتمع الأوربي بنخبة من الكتاب تمردوا على قواعد أسلافهم في المقال، وأحلوا مكانها أسسا جديدة، تختلف في مضمونها ومحتواها عنها، وظلت هذه الأسس قائمة وسائدة حتى اليوم، ومن أشهر هؤلاء: شارلس لام، ولي هنت، وهزلت، ودي كوني. وعلى الرغم من ذلك فقد اختلف المقال عند كتاب هذا القرن لاعتبارات عديدة أهمها ما يلي:
1- تجاوز المقال في موضوعاته حياة المدن وأزياء المجتمع، وعادات الناس وسلوكهم وأخلاقهم إلى مختلف الموضوعات، وأصبح الكاتب يسجل ما يروقه من صور، ويعين له من أفكار، معتمدا على سعة ثقافته، ومدى إدراكه واتصاله بالحياة العامة.
2- بدت شخصية الكاتب جلية واضحة من خلال كتاباته، وانصرف الكتاب عن بعض الأساليب القديمة في صياغة المقال، وعزفوا عن الاستشهاد بالتاريخ القديم وجوامع الكلم. واعتمدوا على شواهدهم التي استمدوها من تجاربهم الخاصة، ومن قراءاتهم بأسلوب بسيط خال من التكلف، فجاءت موضوعاتهم تعبيرا حرا أمينا عن الذات، والاهتمام بتجليتها في الأدب مما ميز أدب القرن التاسع عشر.
3- ازداد طول المقال ازديادا واضحا، مما فسح المجال أمام الكتاب، فعرضوا آراءهم ومشاهداتهم وتجاربهم في إسهاب لم يؤلف خلال القرن الثامن عشر.
ولعل مرجع هذا التغيير الذي لحق بالمقال إلى أسباب أهمها: طغيان الرومانتيكية التي عبرت عن مثل الناس وتقاليدهم في الأدب والحياة معا. وغير ذلك من الوسائل الجديدة التي حولت أقلام الكتاب، فطوروا المقال حتى تضمن المثل الجديدة. ومنها ظهور المجلات الأدبية الجديدة، والدور الذي لعبته في احتدام المنافسة بين المجلات التي صدرت في الفترة من 1802-1812. ومنها توالي ظهور المجلات الأدبية التي عبر كتابها عن روح الحياة الجديدة التي شملت الأدب والحياة معا. ومن هنا زاد حجم المقال، واتسع مجال موضوعاته تبعا لذلك.
أضف إلى ذلك ما زخر المجتمع الأوربي به من أفكار وآراء وأجناس وألوان، والمقال فن من فنون التصوير والتعبير الذي يحفل بما يدور في مجتمعه.

نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست