responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 40
في معرفة النواحي والجهات وموارد الحياة ومشارع السبل، وسبب ذلك ما شرحناه، وأصله أن الإنسان ابن عوائده ومألوفه لا ابن طبيعته ومزاجه، فالذي ألفه في الأحوال حتى صار خلقا وملكة وعادة تنزل منزلة الطبيعة والجبلة، واعتبر ذلك في الآدميين نجده كثيرا صحيحا، والله يخلق ما يشاء"[1].
النص -كما هو واضح- يدل على عمق ابن خلدون في بحث أحوال المجتمع، ومعرفة البيئة وأثرها على الناس، ويهدف في المقام الأول إلى كشف النقاب عن حقائق تتعلق بحياة البدو والحضر بأسلوب رائق، وعبارات واضحة، وأفكار مترابطة، وصور متآخية، وهذا ما يجب أن يتحقق في المقال الحديث.
وبعد فتلك صور أدبية أخاذة رائعة، زخر النثر الفني بها على امتداد عصوره، تناولت أشياء مختلفة من الفكر والاجتماع والسياسة والأدب والنقد، وجاءت تعبيرا عن أفكار الأدباء الشخصية والموضوعية في موضوعات محددة، وصور مركزة، وأفكار واضحة، تشبه المقال في مفهومه الحديث، وتقترب منه إلى حد كبير.
وليس باللازم أن يسير الأدب العربي في فنونه وألوانه على نسق الآداب الغربية؛ لأن لكل أدب مميزاته وخصائصه التي تختلف عن غيرها زمانا ومكانا وطبيعة. وفيما قدمنا من نماذج لما يؤكد أن العرب منذ مطلع القرن الثاني الهجري قد قدموا في نطاق تعبيرهم الأدبي رسائل وفصول وكتابات وأوصاف أدت ما أداه المقال في الآداب الأوربية.
ولو ابتعد أدباء القرن السادس الهجري عن تكلف البديع، وتركوا العناية بالزينة، وابتعدوا عن البهرجة اللفظية، وانطلقوا في كتاباتهم دون قيد، لكانت الرسالة الأدبية المثل المبكر الحي للمقال الأدبي، وأمدتنا بثروة من الأبحاث الخلقية والاجتماعية؛ لأنها وغيرها تداولها الناس مكتوبة في كراسات، كما نطالع اليوم المقالات في الصحف والمجلات.

[1] راجع: المقدمة ص125 طبعة المكتبة التجارية.
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست