responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 229
عبد الله النديم في إصدار جريدة "الأستاذ" وشجع -الطالب- مصطفى على مواقفه الوطنية وحماسته وشجاعته.
وارتفع صوت الوطن والوطنية في صحيفة "المؤيد" على يد الأقلام الملتهبة من أمثال سعد زغلول وإبراهيم اللقاني وإبراهيم المويلحي وعبد الكريم سلمان ومحمد عبده وتوفيق البكري وفتحي زغلول وغيرهم من قادة الحركة الوطنية.
وبدأت الفكرة الوطنية تأخذ شكلين: الأول -الحزب الوطني- يدعو إلى جامعة إسلامية دون التنكر للرابطة العثمانية، والآخر يدعو إلى جامعة مصر ولا يعترف بالجامعة الإسلامية؛ لأنها وهم لا يمكن تحقيقه، واختلطت الوطنية بالدين حتى كانت الحرب العالمية الأولى فاصلًا بين عهدين متباينين في مفهوم الوطنية.
في هذه المرحلة أدرك العقلاء أن النهضة تكون بإصلاح عيوب الشعوب، وأخذوا يكشفون عن مواطن الضعف في حياتنا في لين ورفق حينًا، وفي عنف وشدة حينًا آخر، وبرزت طائفتان: الأولى تدعو إلى الأخذ بأسباب الحضارة الغربية ونبذ التقاليد الشرقية، واستخفت بعاداتنا ومثلنا الروحية. كتب عدلي يكن مقالات في "المقطم" وجمعها في كتاب "الصحائف السود" طالب فيه بالحرية المطلقة, وسخر من عادات الحجاب، وجاهر بالإفطار في رمضان، ونشر مقالًا عنوانه "أكذوبة إبريل، وأكذوبة رمضان" والأخرى دعت إلى الاحتفاظ بتقاليدنا الشرقية وقيمنا الإسلامية ونادى أفراد هذه الطائفة بأن تقوم النهضة على التمسك بقيمنا والحضارة الإسلامية، وحذروا من التقليد الذي لا يستند إلى واقع حياتنا، فكتب عبد الله النديم في "التنكيت والتبكيت" مجموعة من القصص مثل: مجلس طبي ... لمصاب بالإفرنجي، و"عربي تفرنج" تصور مدى اندفاع البعض في تقليد الأوروبيين.
ويصور محمد المويلحي الخلاف بين الطائفتين في "حديث عيسى بن هشام" الذي صدر 1907 أوضح فيه الجيلين: الجيل الذي عاش في النصف الأول من القرن الماضي، وتركز السلطة فيه في يد الوالي، وأن للباشوات حقوقًا ليست لغيرهم، وعليهم واجبات أقل من غيرهم, أما الجيل الذي عاش في النصف الثاني من القرن الماضي وأوائل القرن العشرين، فقد أخذ بالمفاهيم الغربية، وعرف المساواة والحرية أمام القانون، مما جعل الباشا -بطل الجيل الماضي- يصطدم بالحياة الجديدة التي لا تفرق بينه وبين غيره من الناس.
وينتقل إلى الجانب الثاني حيث سيئات المدنية, وإقبال الموسرين على اللهو والمجون بلا رادع ولا حساب لما ينفقون في فنون الخلاعة, ويدعو في نهاية كتابه بأن يقتدي الشرق بالغرب في التقدم الصناعي والتطور العلمي مع التمسك بفضائله التي تنبع من روحانيته الخصبة.
تلك هي الحالة السياسية للعصر الذي عاش المقال فيه، يحمل دعوات الإصلاح الاجتماعي على أساس إسلامي، أو يدعو إلى الإصلاح السياسي في نطاق الجامعة الإسلامية. وسنقصر الحديث في هذا الفصل على كتاب المقال السياسي فإلى صفحاته لنتعرف على أعلامه وجهودهم في هذا السبيل:

نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست