responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعمرون والوصايا نویسنده : السجستاني، أبو حاتم    جلد : 1  صفحه : 33
وقال آخرون: إنما عني أنه كان شابا، وذلك قوله سوداء داجية، ثم أخلس وابيض بعض رأسه ولحيته، وذلك قوله، وسحق مفوّف، ثم عاد رأسه كأنه ثغامة، فذلك قوله وأجدّ لونا بعد ذاك هجانا، والهجان البياض.
وزعم العمريّ عن عطا بن مصعب قال، حدثني عبيد بن أبان النُّميري قال، قدم فضالة بن زيد العدوانيّ على معاوية، فقال له معاوية: - كيف أنت والنِّساء يا فضالة؟ فقال: يا أمير المؤمنين،
لا باه لي إَّلا المنى وأخو المنى ... جدير بأن يلحي ابن حرب ويشتما
" الرواية، ولا قمط لي، والقمط الجماع، ومن قال باه فقد أخطأ، لأن الباءة ممدودة، وهي تاء في الإدراج ".
وفيم تصابي الشَّيخ والدَّهر دائب ... بمبراته يلحو عروقا وأعظما
رمتني صروف الدَّهر حتَّى تركننب ... أجبَّ السَّنام بعدما كنت أيهما
فخلت سهول الأرض وعثا ووعثها ... سهولا، وقد أجررت أن أتكلَّما
وكان سليطا مقولي متناذرا ... شذاه، فصرت اليوم ملعيِّ أبكما
كذلك ريب الدَّهر يترك سهمه ... أخا العزِّ والأدِّ الذَّليل المذمَّما
الأد الأيد ذو القوة " وملعيّ من العيّ ".
وحرب يحيد القوم عن لهباتها ... شهدت، فكنت المستشار المقدَّما
توسَّطتها بالسَّيف إذ هاب حميها ال ... كماة، فلم يغشوا من الحرب معظما
فلمَّا رأيت الموت ألقي بعاعه ... عليَّ تعمَّدت امرءا كان معلما
فيمَّمت سيفي رأسه وتركته ... يهرُّ عليه الذِّئب أفضح قشعما
نفدت فما لي حيلة غير أنَّني ... أجود إذا سيل البخيل فهمهما
وأبذل عفوا ما ملكت تكرُّما ... وأجبر في الَّلأواء كَّلا ومعدما
فقال له معاوية: كم أتت لك من سنة يا فضالة؟ قال: عشرون ومائة سنة.
قال: فأيّ الأشياء بك منذ كنت بها أسرَّ، وأي شيء بوقوعه كنت أشدُّ اكتئابا؟ قال: يا أمير المؤمنين، لم يقطع الظَّهر قطع الولد شيء، ولا دفع البلاء والمصائب مثل إفادة المال، والله يا أمير المؤمنين إن المال ليقع من القلب موقعا ما يقعه شيء، وإن الولد الصالح ليمثل منزلة المال، ولكن للمال فضيلة عليه، وإن كان طلب المال إنما يجمعه لولده، فإنه آثر عنده منه، لأنه قد يمنعه المال إذا طلبه منه، وإن كان يثّمره له فهو أحلى متاع الدنيا عند أهل الدنيا.
فقال معاوية: ليس كل أحد على رأيك، للمال حال، والولد حبَّة القلب ووتد النفس، وقطبة العيش، لا خير في المال لمن لا ولد له إلا أن يكون مالا ينفقه في سبيل الله.
فقال فضالة: يا أمير المؤمنين،
وما العيش إَّلا المال فاحفظ فضوله ... ولا تهلكنه في الضَّلال فتندم
فإنِّي وجدت المال عزَّا إذا التقت ... عليك ظلال الحرب ترهم بالدَّم
إذا جلَّ خطب صلت بالمال حيثما ... توجَّهت من أرضي فصيح وأعجم
وهابك أقوام وإن لم تصبهم ... بنفع، ومن يستغن يحمد ويكرم
وتعطي الَّذي يبغي وإن كان باخلا ... بما في يديه من متاع ودرهم
وفي الفقر ذلُّ للرِّقاب وقلَّ ما ... رأيت فقيرا غير نكس مذمَّم
يلام وإن كان الصَّواب بكفِّه ... ويحمد آلاءُ البخيل المدرهم
كذلك هذا الدَّهر يرفع ذا الغنى ... بلا كرم منه ولا بتحلُّم
ولكن بما حازت يداه من الغنى ... يصير أميرا للَّئيم الملطَّم
فقال معاوية: قاتل الله أخا بني أسيِّد حين يقول:
بني أمِّ المال الكثير يرونه ... وإن كان عبدا سيِّد الأمر جحفلا
وهم لمقلّ المال أولاد علَّة ... وإن كان محضا في العمومة مخولا
حدثنا أبو حاتم قال: وذكر العمريّ قال، حدثني عطاء بن مصعب عن الزِّبرقان قال عطاء، سمعته أنا وخلف الأحمر منه، قال، دخل خنَّابة بن كعب العبشمي على معاوية حين أتَّسق له الأمر ببيعة يزيد ابنه، وقد أتت لخنَّابة يومئذ أربعون ومائة سنة.
فقال له معاوية: يا خنّابة، كيف نفسك اليوم؟

نام کتاب : المعمرون والوصايا نویسنده : السجستاني، أبو حاتم    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست