نام کتاب : المعمرون والوصايا نویسنده : السجستاني، أبو حاتم جلد : 1 صفحه : 17
قال: قائله الذي دفناه آنفا، وإن هذا ذو قرابته أَسرُّ الناس بموته، وإنك للغريب الذي وصف تبكي عليه. فعجبت لما ذكر في شعره والذي صار إليه من قوله، كأنه كان ينظر إلى موضع قبره.
فقلت: إن البلاء موكَّل بالمنطق قالوا: وعاش سيف بن وهب بن جذيمة بن عمرو بن ثعلبة بن حيان بن ثعلبة، وهو جرم، وإنما سمى بجرم لحاضنة كانت له تسمى " جرما " مائتي سنة فيما ذكر ابن الكلبي عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وهو من بلى، ثم من بني العجلان عن أشياخه.
وأما ابن الكلبي فقال: عاش ثلاثمائة سنة، وقال في ذلك:
أَلا إِنَّني عاجلا ذاهب ... فلا تحسبوا أنَّه كاذب
لبست شبابي فأَفنيته ... وأَدركني القدر الغالب
وصاحبني حقبة فانقضى ... شبابي، وودَّعني الصَّاحب
وخصم دفعت، ومولى نفعت ... حتَّى يثوب له ثائب
وجارٍ منعت، وفتق رتقت ... إِذا الصدع أَعيا به الشَّاعب
قالوا: وعاش عامر بن خوين بن عبد رضا بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن حيان " ابن ثعلبة "، وهو جرم بن عمرو بن الغوث بن طّيء مائتي سنة.
وقال في ذلك:
ماذا أُرجى من الفلاح إِذا ... قنِّعت وسط الظَّائن الأول
مستعنزا أَطرد الكلاب عن الظِّلِّ ... إِذا ما دَنَونَ للحَمَلِ
وقال:
المرء يبكي للسَّلا ... مة، والسلامة لا تُحسُّه
أَو سالم من قد تثنَّى ... جلدُهُ وابيضَّ رأسُهُ
أَو دبَ هرمٍ وأَو ... دي سمعُهُ وانفَّق ضرسه
أَودي الزمان بأَهله ... وبأَقربيه فقلَّ أُنسُه
قالوا: وعاش الحارث بن مضاض الجرهمي، من جدهم الأكبر، وهو جرهم بن قحطان بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن نوح عليه السلام أربعمائة سنة.
وهو االقائل:
يا أَيها الحيُّ المقيمونا ... هُبُّو، فيوشك يوما لا تهبُّونا
إِذا قال ركب لركب سائرين معا ... لا بدَّ أن تسمعونا أَو تُغنُّونا
حُثُّو المطىَّ وأَرخوا من أَزمَّتها ... قبل الممات، وقضُّوا ما تقضُّونا
كنَّا أُناسا كما أَنتم فغيرَّنا ... دهر فسوف كما كنَّا تكونونا
قد مال دهر علينا ثمَّ أَهلكا ... بالبغي منه، فكلُّ النَّاس يأسونا
يا أَيها النَّاسُ سيروا إِنَّ قصركُمُ ... أَن تُصبِحوا ذات يوم لا تسيرونا
وقال أيضا:
كأَن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أَنيس، ولم يسمر بمكَّة سامر
بلى، نحن كنَّا أَهلها، فأَزالنا ... صروف اللَّيالي والجدود العواثر
قالوا: وعاش جعفر بن قرط العامري ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام، فقال:
لم يبق يا خذلة من لِداتي ... أَبو بنين لا ولا بنات
من مسقط الشَّمس إلى الفرات ... إلا يُعدُّ في الأموات
هل مشترٍ أَبيعُهُ حياتي وعاش عباد بن أنف الكلب الصيداوي، من بني أسد عشرين ومائة سنة، وقال:
عمرت، فلمَّا جزت ستينَ حجَّة ... وستين، قال الناس: أَنت مفنَّدُ
فقلت لهم بالله هل تنكرونني ... وهل عابني إِلاَّ السَّخا والتَّمجُّدُ
" السخاء ممدودة، والراوية: إلا النّى واالتمجد ".
وإِنِّي جواد الكف سمح بما حوت ... يداي من المعروف لا أَتلدَّدُ
أَجود وأَحمي المستجير من الرَّدى ... إِذا عرَّد النكسُ الأحمُّ الألنددُ
ويوما ترى الأبطال من خوف شرِّه ... سكارى، عليهم غبيَة تتردَّدُ
شهدت فجليت البلايا وأَوقعها ... بأَسمر نحو المبتغى الشَّرَّ يقصد
ورزق كمستدمي الغزال سبأتُهُ ... لفتيان صدق رفدهُم ليس ينفذ
فقلت لهم عُلُّوا وتلك مطيَّتي ... بكفِّي عضب مشرفيّ مهنَّدُ
ففادت وقام الطَّاهيان فأَوقدوا ... بعلياء نارا حمُّها ليس يبرُدُ
نام کتاب : المعمرون والوصايا نویسنده : السجستاني، أبو حاتم جلد : 1 صفحه : 17