responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 150
فقبضتُ مِلْء يدي على مُسْتَهدِف ... رابِي المَجسَّة لونُه حُلْبوب
بِيَدي الشِّمال وللشِّمال لطافَةً ... ليستْ لأْخرى والأدِيب أريب
فَتَقاعَس المَلْعونُ عنه وإنّني ... لأكادُ من فَرْط الحَياء أذُوب
وأبَي كعَيْر السَّوْء إلاّ وَقْفةً ... أخْزَي بها والوِرْدُ منه قَرِيب
فكأنّه ممّا تَشنَّج جِلْدُه ... كِيرٌ تَقادم عَهْدُه مَثْقوب
هذا شعر حسن في الهزل جزل في معانيه، دون فحش فيه. والبهانة: الطيبة الريح؛ وقد قيل: هي الرخيمة المنطق؛ وقيل فيها: الضحوك المداعبة. وكل هذا مما يليق بوصفها في تلك الحالة. وقوله لونه حلبوب. يقال للأخضر إذا اشتدت خضرته فضرب إلى السواد: حلبوب.
وقد أتينا من ذكر الغزال بفنون، والحديث ذو شجون.
ومن الحق أن نختم ذكره بما قال في الزهد؛ فإنه - عفا الله عنا وعنه - عمر حتى قارب مائة عام، أربى عليها، وهو القائل:
ألستَ تَرى أنّ الزمانَ طَواني ... وبَدَّل خَلْقي كُلَّه وبَرَانِي
تَحيَّفَنى عُضْواً فَعثضْواً فلم يَدعْ ... سِوى اسمي صَحيحاً وحدَه ولِساني
ولو كانت الأسماءُ يَدْخلها البِلَى ... لقد بلَىِ اسمي لامتدادِ زَماني
وما لِيَ لا أبلَى لِتسعين حِجّةً ... وسَبِعٍ أتتْ مِن بعدها سَنَتان
إذا عنَّ لي شخصٌ تخيَّلَ دونه ... شَبيه ضَبابٍ أو شَبيهُ دُخان
فيا راغباً في العَيش إن كنتَ عاقلاً ... فلا وَعْظ إلاّ دُون لَحْظِ عِيان

نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست