نام کتاب : المستطرف في كل فن مستطرف نویسنده : الأبشيهي، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 487
نجّيت أيوب من بلواه حين دعا ... بصبر أيوب يا ذا اللطف نجّيني
واطلق سراحي وامنن بالخلاص كما ... نجّيت من ظلمات البحر ذا النون «1»
ثم يقرأ: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 87
«2» .
قال بعضهم:
يا ربّ ما زال لطف منك يشملني ... وقد تجدّد بي ما أنت تعلمه
فاصرفه عنّي كما عوّدتني كرما ... فمن سواك لهذا العبد يرحمه
وقال آخر:
يا من تحلّ بذكره ... عقد النّوائب والشّدائد
يا من إليه المشتكى ... وإليه أمر الخلق عائد
يا حيّ يا قيوم يا ... صمد تنزه عن مضادد
أنت الرقيب على العب ... اد وأنت في الملكوت واحد
أنت المعز لمن أطا ... عك والمذلّ لكل جاحد
إنّي دعوتك والهمو ... م جيوشها نحوي تطارد
فافرج بحولك كربتي ... يا من له حسن العوائد «3»
فخفيّ لطفك يستعا ... ن به على الزمن المعاند
أنت الميسّر والمسبّ ... ب والمسهّل والمساعد
يسّر لنا فرجا قري ... با يا إلهي لا تباعد
كن راحمي فلقد يئس ... ت من الأقارب والأباعد
ثم الصلاة على النبي ... وآله الغرّ الأماجد
وعلى الصحابة كلّهم ... ما خرّ للرحمن ساجد
دعاء عظيم مأثور:
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين، وأنت ربي إلى من تكلني إلى بغيض يتجهمني أو إلى قوي ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل بي غضبك أو ينزل بي سخطك فلك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك يا رب العالمين.
ومما جاء في أدعية الناس بعضهم لبعض:
دعا رجل لآخر فقال: سرك الله بما ساءك ولا ساءك فيما سرك. ودعا رجل لآخر فقال: لا أخلاك الله تعالى من ثناء صادق باق ودعاء صالح واق.
ودعا أعرابي لآخر فقال: رحب واديك وعز ناديك، ولا ألّم بك ألم ولا طاف بك عدم، وسلمك الله ولا أسلمك.
وسمعت بعض العرب يدعو لرجل ويقول: سلمك الله تعالى من الرهق والوهق، وعافاك الله تعالى من الوحل والزجل، وسلمك الله من الشاردات والواردات، وسلمك الله بين الأعنة والأسنة.
ودعا أعرابي لعبد الله بن جعفر رضي الله عنه فقال:
لا ابتلاك الله تعالى ببلاء يعجز عنه صبرك. وأنعم عليك نعمة يعجز عنها شكرك، وأبقاك ما تعاقب الليل والنهار، وتناسخت الظلم والأنوار.
ودعا بعضهم لآخر فقال: زودك الله تعالى الأمن في مسيرك والسعد في مصيرك، ولا أخلاك من شهر تستجده وخير من الله تستمده. وعزى شيب بن شبة يهوديا، فقال:
أعطاك الله على مصيبتك ما أعطى أحدا من أهل ملتك.
ومما جاء في الدعاء على الأعداء والظلمة ونحوهم:
دعا أعرابي على ظالم فقال: لا ترك الله لك شفرا ولا ظفرا، أي عينا ولا يدا. ومن دعاء العرب: «فتّه الله فتا وحتّه حتا وجعل أمره شتى» . وخرج أعرابي إلى سفر
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستطرف نویسنده : الأبشيهي، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 487