نام کتاب : المستطرف في كل فن مستطرف نویسنده : الأبشيهي، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 364
الجنة رحمته، وفي النار عذابه، فقال: من أنا يا ضب؟
قال: رسول رب العالمين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك، قال، فقال الأعرابي عند ذلك: يا ويلاه ضب اصطدته بيدي من البرية يشهد لك بالرسالة. أنا أولى منه بذلك، هات يدك أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله حقا، ولقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد أكثر بغضا مني إليك، ولقد صرت الآن أذهب من عندك وما على وجه الأرض أحدا أكثر محبة مني إليك، ولأنت الساعة أحب إليّ من أهلي وولدي وما تملك يدي، فقد آمن بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي هداك لهذا الدين الذي يعلو ولا يعلى عليه، ولكن لا يقبله الله إلا بصلاة، ولا يقبل الصلاة إلا بقراءة. قال: فعلمني يا حبيبي. قال: فعلمه سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، وقال: من قرأها ثلاث مرات، فكأنما قرأ القرآن. قال: لهذا يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، ثم سأله: ألك مال؟ فقال: يا حبيبي ليس في بني سليم أفقر مني، فقال لأصحابه: أعطوه، فأعطوه حتى أثقلوه، فقال عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله: عندي ناقة عشارية أعطيها له، فقال: إن الله يعطيك ناقة في الجنة من درة قوائمها من الزبرجد الأخضر وعيناها من الياقوت الأحمر، وعليها هودج من السندس تخطفك من الصراط كالبرق. قال: فخرج الأعرابي من عنده، فتلقاه ألف فارس من المشركين كلهم يريدون قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم بقصته، فأسلموا عن آخرهم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد عليهم، وهذه القصة ذكرها الدراقطني بتمامها، والبيهقي والحاكم، وابن عدي.
الخواص: قلبه يذهب الحزن والخفقان، وشحمه يطلى به الذكر يزيد في الباه، وكعبه يشد على وجع الضرس يبرأ، وإذا جعل على وجه فرس لا يسبقه شيء، وبعره يذهب البرص والكلف طلاء، ومن أكل لحمه لا يعطش زمانا طويلا.
(ضبع)
حيوان معروف ومن كناه أم عامر ومن طبعه حب لحم الآدمي حتى قيل: إنه ينبش القبور وإذا مر بإنسان نائم حفر تحت رأسه ووثب عليه وبقر بطنه وشرب دمه.
الخواص: من شرب دمه ذهب وسواسه، ومن علّق عليه عينه أحبه الناس، وإذا جعلها في خل سبعة أيام ثم جعلها تحت فص خاتم فكل من كان به سحر، وجعل الخاتم في قليل ماء وشربه زال سحره.
(ضفدع)
حيوان يتولد من المياه الضعيفة الجري، ومن العفونات وعقيب الأمطار وأول ما يظهر مثل الحب الأسود، ثم ينمو، ثم تتشكل له الأعضاء، وإذا نق جعل فكه الأسفل في الماء والأعلى من خارج وفي صوته حدة.
قال سفيان: ليس من الحيوان أكثر ذكرا لله تعالى من الضفدع، وفي الآثار أن داود عليه الصلاة والسلام قال:
لأسبحن الله تعالى بتسبيح ما سبحه أحد قبلي، فنادته ضفدعة يا داود تمنّ على الله تعالى بتسبيحك، وأنا لي تسعون سنة ما جف لساني عن ذكر الله تعالى قال: فما تقولين في تسبيحك قالت أقول: سبحان من هو مسبح بكل لسان، سبحان من هو مذكور بكل مكان، فقال داود:
ما عسى أن أقول. وقال بعضهم: إنها كانت تأخذ الماء بفيها وتجعله على نار إبراهيم الخليل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(حرف الطاء) :
(طاووس)
طير مليح ذو ألوان عجيبة وعنده الزهو في نفسه والعجب، ومن طبعه العفة وهو من الطير كالفرس من الحيوان، والأنثى تبيض حين يمضي لها من العمر ثلاث سنين وفي ذلك الأوان يكمل ريش الذكر ويتم لونه، وتبيض الأنثى مرة واحدة في كل شهر، ففي السنة اثنتا عشرة بيضة أو أقل أو أكثر، ويسفد الذكر في أيام الربيع، ويرمي ريشه في أيام الخريف، كالشجر فإذا بدأ طلوع الورق طلع ريشه، ومدة حضنه ثلاثون يوما.
فائدة: قيل: إن آدم لما غرس الكرمة جاء إبليس لعنه الله، فذبح عليها طاووسا، فشربت دمه، فلما طلعت أوراقها ذبح عليها قردا، فشربت دمه، فلما طلعت ثمرتها ذبح عليها أسدا، فشربت دمه، فلما انتهت ثمرتها ذبح عليها خنزيرا، فشربت دمه، فمن أجل ذلك تجد شارب الخمر أول ما يشربها وتدب فيه يزهو بنفسه، ويميس عجبا كالطاووس، فإذا جاء مبادىء السكر لعب وصفق بيديه كالقرد، فإذا قوي سكره قام وعربد، كهيئة الأسد، فإذا انتهى سكره انقبض كما ينقبض الخنزير، ثم يطلب النوم والناس تتشاءم بإقامته بالدور، قيل: لأنه كان سببا لدخول إبليس الجنة وخروج آدم منها، والله على كل شيء قدير «1» .
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستطرف نویسنده : الأبشيهي، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 364