نام کتاب : المستطرف في كل فن مستطرف نویسنده : الأبشيهي، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 362
وجروه، ونصبوا القدور، وخرجوا يحتطبون من تلك الجزيرة حطبا يقال له حطب الشباب فلما أكلوا ذلك الطعام اسودت لحية ولمة كل ذي شيب قال، فلما أصبحوا جاءهم الرخ، فوجدهم قد صنعوا بفرخه ما صنعوا، فذهب، وأتى في رجليه بحجر عظيم وتبعهم بعدما ساروا في البحر وألقاه على سفينتهم، فسبقت السفينة، وكانت مشروعة بتسع قلوع، ووقع الحجر في البحر، فنجاهم الله تعالى منه، وكان ذلك من لطف الله تعالى بهم قال: وقد كان بقي معهم أصل ريشة قيل إنهم كانوا يجعلون فيها الماء فتسع مقدار قربة، فسبحان الخالق الأكرم.
(رخم) :
طير أغبر أصفر المنقار معروف وهو من أشر الطيور ويقال: إنها صماء وسبب ذلك ما قيل في بعض الحكايات: إن موسى عليه الصلاة والسلام لما مات تكلمت بموته، وكانت تعرف مكانه، فأصمها الله تعالى حتى لا ترشد أحدا إلى موضعه.
(حرف الزاي) :
(زرافة) :
حيوان غريب الخلقة، ولما كان مأكولها ورق الشجر خلق الله تعالى يديها أطول من رجليها، وهي ألوان عجيبة يقال: إنها متولدة من ثلاث حيوانات الناقة الوحشية والبقرة الوحشية والضبع فينزو الضبع على الناقة فيأتي بذكر فينزو ذلك الذكر على البقرة فتتولد منه الزرافة، والصحيح أنها خلقة بذاتها ذكر وأنثى كبقية الحيوانات لأن الله تعالى لم يخلق شيئا إلا بحكمة.
(زنبور) :
حيوان فوق النحل له ألوان وقد أودعه الله حكمة في بنيانه بيته وذلك أنه يبنيه مربعا له أربعة أبواب كل باب مستقبل جهة من الرياح الأربع، فإذا جاء الشتاء دخل تحت الأرض ويبقى إلى أيام الربيع، فينفخ الله تعالى فيه الروح فيخرج ويطير وفي طبعه التهافت على الدم واللحم ومن خاصيته أنه إذا وضع في الزيت مات وفي الخل عاش، ولسعته تزال بعصارة الملوخية.
(حرف السين) :
(سعلاة)
نوع من المتشيطنة. قال السهلي: هو حيوان يتراءى للناس بالنهار ويغول بالليل، وأكثر ما يوجد بالغياض، وإذا انفردت السعلاة بإنسان وأمسكته صارت ترقصه وتلعب به كما يلعب القط بالفأر قال: وربما صادها الذئب وأكلها وهي حينئذ ترفع صوتها وتقول: أدركوني فقد أخذني الذئب، وربما قالت: من ينقذني منه وله ألف دينار، وأهل تلك الناحية يعرفون ذلك، فلا يلتفتون إلى كلامها.
(سمندل)
حيوان يوجد بأرض الصين، ومن عجيب أمره أنه يبيض في النار، ويفرخ فيها ويؤخذ وبره، فينسخ ويجعل منه المناشف، وهذه المناشف إذا اتسخت جعلت في النار، فتأكل النار وسخها ولا تحرقها.
حكي أن شخصا بلّ واحدة من هذه المناشف بالزيت وجعلت في النار، وأوقدت ساعة ولم تحترق.
(سنجاب)
حيوان كهيئة الفأر يوجد في بلاد الترك على قدر اليربوع إذا أبصر الإنسان هرب منه، وشعره كشعر الفأر وهو ناعم، فيؤخذ ويسلخ جلده ويجعل فروا يلبس وطبعه موافق لكل طبع وأحسنه الأزرق.
(سنور)
حيوان متواضع ألوف خلقه الله تعالى لدفع الفأر والحشرات كناه وأسماؤه كثيرة.
حكي أن أعرابيا صاد سنورا، فرآه شخص، فقال: ما تصنع بهذا القط، ولقيه آخر، فقال: ما تصنع بهذا الخيدع؟ ولقيه آخر، فقال: ما تصنع بهذا الخيطل؟ ولقيه آخر، فقال: ما تصنع بهذا الهر؟ قال: أبيعه. قال: بكم؟
قال: بمائة درهم، فقال: إنه يساوي نصف درهم قال:
فرمى به، وقال: لعنه الله ما أكثر أسماءه وأقل قيمته.
وهذا الحيوان يهيج في زمان الشتاء في شهرين منه وتراهن يترددن صارخات في طلب السفاد، فكم من حرة خجلت وذي غيرة هاجت حميته، وعزب تحركت شهوته، وطيب فم السنّور كطيب فم الكلب في النكهة، وقيل: أن الهرة تحمل خمسين يوما، وهو يجمع بين العض بالناب والخمش بالمخلاب، وليس كل سبع كذلك، وهو يناسب الإنسان في بعض الأحوال، فيعطس ويتمطى، ويغسل وجهه بلعابه ويلطخ وبر ولده بلعابه حتى يصير كأن الدهن يسري في جلده، وقيل: إذا بال الهر شم بوله ودفنه قيل: لأجل الفأر، فإذا شمه علم أن هناك هرا، فلم يخرج، وأما سنور الزباد، فهو الفهد بالهند ويوجد الزباد تحت إبطيه وفخذيه.
(سوس)
هو دود الحبوب والفاكهة. ومن الفوائد التي تكتب في الحبوب فلا تسوس أسماء الفقهاء السبعة الذين كانوا بالمدينة وقد نظمها بعضهم، فقال:
ألا كلّ من لا يقتدي بأئمة ... فقسمته ضيزى عن الحق خارجه «1»
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجه
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستطرف نویسنده : الأبشيهي، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 362