نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي جلد : 1 صفحه : 73
ما كنت أحظى في الدنو فكيف بي ... واليوم نحن مغرب ومشرق
وقال الأرجاني في ألم:
رحلوا: أمام الركب نشر عبيرهم ... ووراءهم نفس المشوق الصادي
فكان هذا من وراء ركابهم ... حاد لها وكأن ذلك هادي
لله موقف ساعة يوم النوى ... بمنى وأقمار الحدوج بواد
لما تبعت وللمشيع غاية ... أظعانهم وقد إمتلكن قيادي
أتبعتهم عيني وقلبي واقفاً ... فوق الثنية والمطي غواد
كيف السبيل إلى التلاقي بعدما ... ضرب الغيور عليه بالأسداد
والحي قد ركزوا الرماح بمنزل ... فيه الظباء ربائب الآساد
وعد المنى بهم فقلت لصاحبي ... كم دون ذلك من عدي وعواد
عهدي بهمُ بوجرة جيرة ... سقيت عهودهُم بصوب عهاد
فاليوم من نفس النسيم إذا سرى ... نبغي شفاء علائل الأكباد
ولأحدهم:
يا موقفاً بالبان لم تثمر لنا ... غير الصبابة والأسى شجراته
هل نفرت لا نفرت غزلانه ... أو صوحت لا صوحت باناته
عهدي به يلوي الديون قضاته ... وتصيد ألباب الرجال مهاته
فاليوم لا جيرانه جيرانه ... قدماً ولا فتياته فتياته
يا حادي الأظعان في آثارهم ... قلب تقطعه جوى حسراته
ولقد يرى ثبت الحصاة فماله ... أمست تذوب على البعاد حصاته
وقال الصغرائي:
لعمرك ما يرجى شفائي والهوى ... له بين جسمي والعظام دبيب
أجلك أن أشكو إليكِ وأنطوي ... على كمدي إن الهوى لعجيب
وآمل برءاً من هوى خامر الحشا ... وكيف بداء لا يراه طبيب
نصيبك من قلبي كما قد عهدته ... وما لي بحمد الله منك نصيب
وما أدعي إلا إكتفاء بنظرة ... إليك ودعوى العاشقين ضروب
وما بحت بالسر الذي بيننا ... ولكنما لحظ المحب مريب
وقال إبن الأحنف:
إليك أشكو رب ما حل بي ... من صد هذا التائه المعجب
صب بعصياني ولو قال لي ... لا تشرب البارد لم أشرب
إن قال لم يفعل وإن سيل لم ... يبذل وإن عوتب لم يعتب
* * * قال إعرابي:
شكوت فقالت كل هذا تبرماً ... بحبي أراح الله قلبك من حبي
فلما كتمت الحب قالت لشد ما ... صبرت وما هذا بفعل شجي القلب
وأدلو فتقصيني فابعد طالباً ... رضاها فتعتد التباعد من ذنبي
فشكواي تؤذيها وصبري يسوءها ... وتجزع من بعدي وتنفر من قربي
فيا قوم هل من حيلة عرفونها ... إشيروا بها وأستوجبوا الشكر من ربي
وهذه القصيدة إنتقيناها من كتاب " مدامع العشاق " وقد أجاد في هذا المعنى من شعراء العصر حافظ بك إبراهيم حين قال:
كم تحت أذيال الظلام متيم ... دامي الفؤاد وليله لا يعلم
ما أنت في دنياك أول عاشق ... رامية لا يحنو ولا يترحم
أهرمتني يا ليل في شرخ الصبا ... كم فيك ساعات تشيخ وتهرم
لا أنت تقصر لي ولا أنا نقصر ... أتعبتني وتعبت، هل من يحكم
لله موقفنا وقد ناجيها ... بعظم ما يخفي الفؤاد ويكتم
قالت مَن الشاكي تسائل سربها ... عني ومن هذا الذي يتظلم
فأجبتها وعجبن كيف تجاهلت ... هو ذلك المتوجع المتألم
أنا من عرفت ومن جهلت ومن له ... لولا عيونك حجة لا تفحم
أسلمت نفسي لهوى وأظنها ... مما يجشمها الهوى لا تسلم
وأتيت يحدوني الرجاء ومن أتى ... متحرماً بفنائكم لا يحرم
أشكو لذات الخال ما صنعت بنا ... تلك العيون وما جناه المعصم
نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي جلد : 1 صفحه : 73