responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 413
والخبر الذي يصور حدثًا من الأحداث تصويرًا فنيًّا من نوعٍ معينٍ, هو الفرق بين القصة الإخبارية في الجريدة، والقصة الفنية المعروفة في الأدب.
فلو كتبت لأحد أصدقائك تقول له:
"سافرت إلى الريف, وسحرني بجماله وهدوئه، وقضيت الوقت كله في الحقول، ومن أجل ذلك تأخرت في الكتابة إليك، أما عمدة القرية, فلا يسأم الجلوس في "الدوار", ويجمع حوله رفاقه من شيوخ القرية، ولقد كنت طوال هذه المدة أجالس العمدة، وأقرأ له الجرائد والمجلات، وأستمع معه إلى الراديو، وأكبر أولاد العمدة -وهو صديق لي كذلك- عاد من العاصمة, وقال: إنه انتهى من الامتحان النهائيّ في كلية الحقوق، وأنه سيصبح محاميًا بعد بضعة أسابيع، وهو يمارس الآن تجربة حبٍّ عنيفٍ مع فتاةٍ من بنات القرية, تقرب منه في السن، ويقال: إنها تحب فتًى غيره، ومثلي لا يمكن أن تغيب عنه هذه المعلومات التي أكتبها إليك بثقة".
فإن في هذا الخطاب أخبارًا يرويها الكاتب لصاحبه، ولكنها رويت بحيث بدأ كل خبر منها منفصلًا, أو كالمنفصل عن الخبر الآخر، ومجموع هذه الأخبار لم يترك في نفس القارئ أثرًا كليًّا، ولذا عجزت كل هذه السطور, أو الأخبار, عن أن يكون لها معنًى كليّ، لذلك لا ينبغي لنا مطلقًا أن نطلق على هذه السطور اسم "قصة".
إنها مجرد أخبارٍ تزودنا ببعض المعلومات؛ كالأخبار التي تقرؤها كل يوم في الصحف لا أكثر ولا أقل.
أما القصة: فإنها ومضةٌ من الضوء, يلقيها الكاتب على شريحةٍ من شرائح الحياة -إذا صح هذا التعبير، ليصور بها حادثةً ذات وحدة عضوية، ويكشف بها عما يربط بين أجزائها من معانٍ أو علائقَ.
إنها إذن تعتمد على أساسين كبيرين هما: اللسمة الإنسانية من جانب,

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست